responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 71

(فصل) فأما علم الحسين ع بأن أهل الكوفة خاذلوه فلسنا نقطع على ذلك إذ لا حجة عليه من عقل و لا سمع و لو كان عالما [1] بذلك لكان الجواب عنه ما قدمناه في الجواب عن أمير المؤمنين ع بوقت قتله و المعرفة بقاتله لما ذكرناه.

(فصل) أما دعواه علينا أنا نقول إن الحسين ع كان عالما بموضع الماء و قادرا عليه فلسنا نقول ذلك و لا جاء به خبر على حال و ظاهر الحال التي كان عليها الحسين ع في طلب الماء و الاجتهاد فيه يقتضي بخلاف ذلك و لو ثبت أنه كان عالما [2] بموضع الماء لم يمتنع في العقول أن يكون متعبدا بترك السعي في طلب الماء من ذلك الموضع و متعبدا بالتماسه من حيث كان ممنوعا منه حسب ما ذكرناه في أمير المؤمنين ع غير أن الظاهر [3] في‌


[1]- روى أنّه (صلوات اللّه عليه) لمّا عزم على الخروج الى العراق و قام خطيبا فقال: الحمد للّه و ما شاء اللّه، و لا حول و لا قوة إلّا باللّه و صلّى اللّه على رسوله و سلّم، خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة، و ما أولهنى إلى أسلافى اشتياق يعقوب الى يوسف. و خيّر لي مصرع أنا لاقيه، كأنّى بأوصالى يتقطّعها عسلان الفلوات، بين النواويس و كربلا، فيملأنّ منّى أكراشا جوفا و أجربة سغبا، لا محيص عن يوم خطّ بالقلم ... من كان فينا باذلا مهجته، موطّنا على لقاء اللّه نفسه فليرحل معنا، فإنّى راحل مصبحا إن شاء اللّه. (بحار الأنوار 44/ 366).

و قال 7 في خطبته ليلة عاشوراء: أمّا بعد، فإنّى لا أعلم اصحابا أوفى و لا خيرا من أصحابى، و لا أهل ببيت أبرّ و لا أوصل من أهل بيتى، فجزاكم اللّه عنّى خيرا، ألا و إنّي لا أظنّ يوما لنا من هؤلاء، ألا و إنّي قد اذنت لكم فانطلقوا جميعا في حلّ ليس عليكم منّى ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملا. (الإرشاد ص 214 و بحار الأنوار 44/ 392 و انظر تاريخ الأمم و الملوك- للطبري- 4/ 317).

[2]- قال (محمّد بن أبي طالب): و رجعت خيل ابن سعد حتّى نزلوا على شاطئ الفرات، فحالوا بين الحسين و أصحابه و بين الماء، و أضرّ العطش بالحسين و أصحابه، فأخذ الحسين 7 فأسا و جاء الى وراء خيمة النساء، فخطا في الأرض تسع عشر خطوة نحو القبلة ثمّ حفر هناك، فنبعت له عين من الماء العذب، فشرب الحسين 7 و شرب الناس بأجمعهم، و ملئوا أسقيتهم، ثمّ غارت العين، فلم ير لها أثر، و بلغ ذلك ابن زياد فأرسل إلى عمر بن سعد: بلغني أنّ الحسين يحفر الآبار، و يصيب الماء، فيشرب هو و أصحابه، فانظر إذا ورد عليك كتابى فامنعهم من حفر الآبار ما استطعت و ضيّق عليهم، و لا تدعهم يذوقوا الماء، و افعل بهم كما فعلوا بالزكىّ عثمان، فعندها ضيّق عمر بن سعد عليهم غاية التضييق. (بحار الأنوار 44/ 387).

[3]- رض: ظاهر الحال.

نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست