فأما سؤاله [2] عن ظهور مصحفي [3] أبي و ابن مسعود و استتار مصحف أمير المؤمنين ع فالسبب في ذلك عظم وطأة أمير المؤمنين ع على ملوك الزمان و خفة وطأة أبي و ابن مسعود عليهم و ما اعتقدوه من الفساد [4] بظهور خلاف أمير المؤمنين ع و قلة احتفالهم بسواه [5] و لأن أمير المؤمنين [6] كان في عداد الأضداد لهم و الأنداد و أبي و ابن مسعود في عداد الرعية [7] و الأتباع و لم يكن على القوم كثرة ضرر بظهور مصحفيهما بخلاف مصحف أمير المؤمنين ع فبذلك تباينت الحالتان في مصاحف [8] القوم.
(فصل) مع أنه لا يثبت لأبي و ابن مسعود وجود مصحفين منفردين و إنما يذكر ذلك من طريق الظن و أخبار الآحاد و قد جاءت بكثير مما يضاف إلى أمير المؤمنين ع من القراءة أخبار الآحاد التي جاءت بقراءة أبي و ابن مسعود على ما ذكرناه.
(فصل) و أما قوله خبرونا هل الحجة ثابتة فيما جمعه عثمان فإن أراد بالحجة الإعجاز فهي فيه و إن أراد الحجة في جميع المنزل فهي في أكثره دون جميعه و هذا الباب يطول الشرح بمعناه [9] و فيما أثبتناه منه كفاية إن شاء الله تعالى.