نام کتاب : المبسوط في فقه الإمامية نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 8 صفحه : 90
النظر إليه، فيدفع ما في يديه إليه فإذا حصل الديوان عنده خرج إلى المجلس الذي يجلس فيه للقضاء راكبا إن كان له مركوب أو ماشيا إن لم يكن له مركوب.
و كلما مر بقوم سلم عليهم من على يمينه و شماله
، لما روى عن النبي (عليه السلام) أنه قال يسلم الراكب على الماشي و القائم على القاعد، و القليل على الكثير، فإذا وصل إلى مجلسه سلم إلى من سبق اليه من الوكلاء و الخصوم.
فان كان مجلسه في المسجد صلى حين يدخله ركعتين تحية المسجد، لما روي عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلى ركعتين، و إن لم يكن المكان مسجدا كان بالخيار بين أن يصلي ركعتين إن كان وقتا يجوز النافلة فيه و بين أن يترك.
و يفرش له ما يجلس عليه وحده من حصير أو بساط أو غيره
و لا يجلس على التراب و لا على بارية المسجد لأنه أهيب له في عين الخصوم و أنفذ لأمره، و يجلس عليه وحده ليتميز من غيره عند تقدم الخصم إليه و يكون متوجها إلى القبلة لما روي عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال خير المجالس ما استقبل به القبلة فإذا جلس يكون على رأسه ثقة يرتب الناس يقدم السابق فالسابق و الأول فالأول، و لا يقدم من تأخر و يؤخر من تقدم لأن السابق أحق من غيره.
ثم ينظر فيه فان كان يكتب لنفسه كتب ما يحتاج إليه و إن لم يكن يكتب لنفسه اتخذ كاتبا ثقة حافظا، و يجلسه بين يديه بالقرب منه، بحيث يشاهد ما يكتبه، و سنبين صفة الكتاب فيما بعد.
و ينبغي أن يكون في مجلسه أهل العلم من أهل الحق
، و عند المخالف من أهل كل مذهب واحد حتى إن حدثت حادثة يفتقر فيها إلى أن يسألهم عنها ليتذكر جوابه فيها، و دليله عليها، فان كانوا بالقرب ذاكرهم، و إن كانوا بالبعد استدعاهم إليه و إذا حكم بحكم فان وافق الحق لم يكن لأحد أن يعارضه فيه و إن أخطأ وجب عليهم أن ينبهوه عليه.
و قال المخالف ليس لأحد أن يرد عليه و إن حكم بالباطل عنده، لأنه إذا كان
نام کتاب : المبسوط في فقه الإمامية نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 8 صفحه : 90