responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 3  صفحه : 162

و قد رجع شيخنا أبو جعفر، عما قاله في نهايته، في كتاب التبيان، فقال في تفسير قوله تعالى «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ» فقال هذا الخطاب يتوجه الى جميع المؤمنين، و يدخل فيه الفساق بأفعال الجوارح و غيرها، لأن الايمان لا ينفى [1] الفسق عندنا، و عند المعتزلة أنه خطاب لمجتنبي الكبائر، هذا آخر كلامه (رحمه الله) في التبيان [2].

و إذا وقف على الشيعة، و لم يميز منهم قوما دون قوم، كان ذلك ماضيا في الإماميّة، و الجارودية من الزيدية، دون البتريّة، و البترية فرقة تنسب الى كثير النواء، و كان أبتر اليد،- و يدخل معهم سائر فرق الإماميّة، من الكيسانيّة-، و هم القائلون بإمامة محمّد بن الحنفية، و انه اليوم حيّ، و هو المهديّ الذي يظهر، و الناووسية،- القائلون بأن جعفر بن محمّد (عليه السلام) لم يمت، و هو المهدى، و الفطحية القائلون بإمامة عبد اللّه بن جعفر الصادق (عليه السلام) و قيل انّه كان افطح الرجلين، و الواقفية و هم القائلون بأن موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) لم يمت، و انه المهدى، و الاثنى عشرية على ما روى [3]. و أورده شيخنا في نهايته [4].

و قد قلنا ما عندنا في أمثال ذلك، و هو ان نيّة القربة معتبرة في صحة الوقف، فان كان الواقف من احدى هذه الفرق، حمل كلامه العام على شاهد حاله، و فحوى قوله، و خصص به، و صرف في أهل نحلته، دون من عداهم من سائر المنطوق به، لما دللنا عليه فيما مضى، و انما هذه اخبار آحاد، رواها المحق و المبطل من الشيعة، فأوردها شيخنا في نهايته، كما هي بألفاظها.

فان وقفه على الإماميّة خاصة، كان فيمن قال بإمامة الاثني عشر منهم، فان وقفه على الزيدية، و كان الواقف زيديّا، كان على القائلين بإمامة زيد بن على بن الحسين، و امامة كل من خرج بالسيف من ولد فاطمة (عليها السلام) من أهل الرأي


[1] ج. لا ينافي.

[2] التبيان، ج 2،(ص)81.

[3] لم نجد الرواية في مظانها من كتب الأحاديث و الظاهر انه (رحمه الله) نقل عبارة المفيد (رحمه الله) في المقنعة فراجع باب الوقوف و الصّدقات،(ص)654- 655.

[4] النهاية كتاب الوقوف و الصدقات باب الوقوف و أحكامها.

نام کتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 3  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست