نام کتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 43
ملهي، و بزاجر مغري، و بناسك فاتك، و بناطق أخرس، و بمونس لا ينام إلا بنومك، و لا ينطق إلا بما تهوى، آمن من في الأرض، و أكتم للسر من صاحب السر، و أضبط لحفظ الوديعة من أرباب الوديعة.
و قال ذو الرمة لعيسى بن عمر اكتب شعري: فالكتاب أعجب إليّ من الحفظ، إنّ الأعرابي ينسى الكلمة و قد سهرت في طلبها ليلة، فيضع في موضعها كلمة في وزنها، ثمّ ينشده النّاس، و الكتاب لا ينسى و لا يبدّل كلاما بكلام.
قال: و الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، و الصّديق الذي لا يغريك، و الرفيق الذي لا يملك و المستميح الذي لا يستزيدك، و الجار الذي لا يستبطئك، و الصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق، و لا بالمكر، و لا يخدعك بالنفاق، و لا يحتال لك بالكذب، و الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، و شحذ طباعك، و بسط لسانك، و جوّد بيانك، و منحك تعظيم العوام، و صداقة الملوك، و عرفت به في شهر ما لا تعرفه من أفواه الرجال في دهر، و الكتاب هو الذي يطيعك بالليل طاعته بالنهار، و يطيعك في السفر طاعته في الحضر، لا يقبل بنوم، و لا يعتريه كلال السهر.
قال: قال أبو عبيدة: قال المهلّب لبنيه في وصيته: يا بني لا تقوموا في الأسواق إلا على زرّاد[1] أو ورّاق.
قال: و حدّثني صديق لي قال: قرأت على شيخ شامي كتابا فيه مآثر غطفان، فقال لي: ذهبت المكارم إلا من الكتب.
قال: و سمعت الحسن اللؤلؤي يقول: غبرت أربعين سنة ما قلت و لا بت إلا و الكتاب موضوع على صدري، قال: و الإنسان لا يعلم حتى يكثر سماعه،
[1] الزّراد: بمعنى صانع الزرد، و هو الدرع، و كذا الورّاق بمعنى صانع الورق. و في ن: روّاد. بالراء المهملة. و في المطبوع: لا تقوموا في الأسواق الّا على زوّاد أو ورّاق.
نام کتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 43