نام کتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 321
كسف القمر، إلا أنّ الأجود فيه، أن يقال خسف القمر، و العامة تقول:
انكسفت الشمس، قد وضعها بعض مصنفي أصحابنا في كتاب له، و هي لفظة عامية، و الأولى تجنبها، و استعمال ما عليه أهل اللغة في ذلك، قد ذكره الجوهري في صحاحه و غيره من أهل اللغة.
و كذلك عند الزلازل، و الرياح المخوفة، و الظلمة الشديدة، و الآيات التي لم تجر بها العادة تجب الصلاة لها مثل ذلك.
و يستحب أن تصلى هذه الصلاة جماعة، و إن صليت فرادى كان جائزا.
و من ترك هذه الصلاة عند كسوف قرص الشمس و القمر بأجمعهما متعمّدا وجب عليه قضاء الصلاة بغسل، و اختلف قول أصحابنا في هذا الغسل، منهم من ذهب إلى وجوبه، و منهم من ذهب إلى استحبابه، و هو الذي يقوى في نفسي، لأنّ الأصل براءة الذمة و لا إجماع على الوجوب، و لا دليل عليه، و الأول اختيار سلار، و الثاني اختيار شيخنا المفيد و أبي جعفر الطوسي، و المرتضى (رحمهم اللّه).
و إن تركها ناسيا، و الحال ما وصفناه، قضاها بغير غسل، لا فرضا و لا ندبا، بغير خلاف هاهنا في الغسل على القولين معا.
و متى احترق بعض قرص الشمس، أو القمر، و ترك الصلاة متعمدا، وجب عليه القضاء بغير غسل أيضا بلا خلاف، و إن تركها ناسيا و الحال ما قلناه، لم يكن عليه قضاؤها، و قد ذهب بعض أصحابنا إلى وجوب القضاء في هذه الحال، و هو اختيار شيخنا المفيد في مقنعته [1]، و هو الذي يقوى في نفسي، للإجماع المنعقد من جميع أصحابنا بغير خلاف، على أنّ من فاتته صلاة أو نسيها، فوقتها حين يذكرها، و الخبر المجمع عليه عند جميع الأمة، من قول الرسول
[1] المقنعة: كتاب الصلاة باب صلاة الكسوف،(ص)211، و العبارة هذه: و إن احترق بعضه و لم تعلم بذلك حتى أصبحت صيت القضاء فرادى.
نام کتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 321