responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدروس الشرعية في فقه الإمامية نویسنده : الشهيد الأول    جلد : 1  صفحه : 64

الأمة، فاتصل بالبلاط و أقنع الجهاز بضرورة تلافي الأمر قبل أن يستفحل، فجهزت (حكومة دمشق) جيشاً، و اصطدموا بمعسكر (اليالوش) بمقربة من النبطية النوقا، فقتل (اليالوش) و تمزق شملهم.

إلا أن هذه الهزيمة لم تكن كافية للقضاء على هذه البدعة الجديدة فقد اتيح (لليالوش) أن يشق طريقاً لنفسه بين المبتدعين و المشعوذين و أن يجمع حوله نفراً من السذج البسطاء، و نفراً من المشعوذين المحتالين الذين كانوا يترقبون الزعامة من بعده.

و كان كذلك، فقد انتقلت زعامة الدعوة الجديدة بعد مقتل (اليالوش) إلى تقي الدين الجبلي أو (الخيامي) من أهالي الجبل، و من بعد وفاته تولى الزعامة بعده شخص آخر يدعى ب‌ (يوسف بن يحيى) و كان لهذين الرجلين الجبلي، و يوسف بن يحيى إصبع في شهادة (الشهيد) بالوشاية عليه عند (بيدمر) حاكم دمشق، و قضاة (بيروت و حلب و دمشق) في قصته التي سنلم بأطرافها قريباً [1].

مقتل الشهيد:

العاملون قلة من الناس في كل زمان، و لكنهم رغم قلتهم أقوياء و على أيديهم يتم بناء التأريخ، و تقرير مصير البشرية.

و العامة من البشر (الدهماء) ليس لهم رأي في هذه الحياة، و ليس لهم هدف، و تأثير فيها.

و ليس المقياس قلة العدد و كثرته. و إنما المقياس (الهدف).

فكلما كان الإنسان فارغاً لم يتسع فكره لأكثر من هم بطنه و شهوته كان جزءاً مهملًا على وجه الأرض.


[1] راجع دراسة هذه الفتنة: روضات الجنات، مجلة العرفان، الكنى و الألقاب، و بعض حواش اللمعة في المكاسب- و حياة الإمام الشهيد الأوّل.

نام کتاب : الدروس الشرعية في فقه الإمامية نویسنده : الشهيد الأول    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست