نام کتاب : الدروس الشرعية في فقه الإمامية نویسنده : الشهيد الأول جلد : 1 صفحه : 47
و إنجازاته ينبغي أن ندرس قبل ذلك الظروف الاجتماعية و السياسية التي
عاصرها الشهيد، و الاتجاهات الدينية و السياسية السائدة في عصره، لنلمس من وراء
ذلك موقف الشهيد من هذه الحركات و الاتجاهات و أثره في الحياة الاجتماعية، و نوعية
الدعوة التي كان يقوم بأعبائها في حقل العمل الاجتماعي: من إصلاح و توجيه و بناء.
أما أن
نستعرض حوادث من (حياة الشهيد) و مواقفه و شهادته مما ترددها كتب التراجم: من
ميزان نحاول أن نربط بعضها ببعض، و ان نربطها جميعاً بالظروف الاجتماعية التي كان
يعيشها، و أن نملأ به بعد ذلك الفجوات و الفراغات التي تلاحظ في ترجمة الشهيد،
فهذا العمل- إن صح أن يكون ترجمة لحياة الشهيد- فلا يكون دراسة و بحثاً عن حياة
الشهيد و لذلك كله آثرنا أن نعبد الطريق للقارئ، لنشرف معه على سير الحياة
الاجتماعية في عصر الشهيد، على أن لا نخرج عن هذا البحث من غير طائل كبير.
انحلال الدولة الإسلامية:
اتخذ (بنو
العباس) سياسة قاسية بالنسبة إلى (الشيعة و العلويين) و غالى في هذا السلوك
(المتوكل العباسي) بشكل فظيع.
و إذا علمنا
أن (العلويين و الشيعة) عامة كانوا من أهم عوامل ظهور (الدولة العباسية) و انحلال
الحكم الأموي عرفنا كم كانت (الشيعة) تعاني من هذا السلوك في ظلال الحكم العباسي،
و كم كان يخالجهم الشعور بالندم على اسناد الحكم العباسي، و تدعيمه و الاغترار
بعهودهم، و لم يجد الشيعة أيّ مبرر لمثل هذا الضغط و العنف في السلوك من قبل
الجهاز الحاكم.
و هذا ما
حدي بهم إلى التفكير في الاستقلال عن حكومة بغداد العباسية و لكن قوة الحكم
العباسي و امتداد سيطرتهم إلى أطراف البلاد كان يمنع
نام کتاب : الدروس الشرعية في فقه الإمامية نویسنده : الشهيد الأول جلد : 1 صفحه : 47