نام کتاب : الخلاف نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 27
البواعث الدواعي لتأليف الخلاف:
لقد توخى المصنف- (رحمه الله)- عند تصنيفه لهذا السفر القيم طرح آراء فقهاء العامة و الخاصة على طاولة البحث و المناظرة، و من ثم ذكر الدليل الذي يؤيد مدعاه و يفند آراء الآخرين بأسلوب جيد و مناقشة هادفة.
و حري بنا أن نلم إلمامة عجلى بأسباب الخلاف الجوهري الحاصل بين أعلام الطائفتين.
فالشيعة الإمامية يستقون معارفهم الإسلامية عن طريق أئمتهم المعصومين الغر الميامين، لما ورد عن الرسول الأعظم- الذي لا ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحي- بأن نأتمر بأوامر كتابه و ننتهي بنواهيه، و نهتدي بهدي عترته، و نقتدي بسيرتهم، للمأثور عنه (صلى الله عليه و آله) في حديث الثقلين عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «اني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الأخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، و عترتي أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» [1].
و في سنن الترمذي بإسناده عن جابر بن عبد الله عن النبي (صلى الله عليه و آله): «يا ايها الناس اني تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله و عترتي أهل بيتي».
و فيه أيضا عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الأخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، و عترتي أهل بيتي و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» [2].