responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 6  صفحه : 199

نظر و ان كان قد تقدمه في ذلك الشهيد في الذكرى، و الوجه في ذلك ان غاية ما تدل عليه الرواية الاولى انه (صلى الله عليه و آله) أخبر انه لو لا خوف المشقة على أمته لجعل فضيلة العشاء في التأخير إلى مضي ثلث الليل لكن لما كان فيه مشقة عليهم لم يفعله و لم يأمر به، لان «لو لا» تدل على انتفاء الشيء الذي هو الجزاء لثبوت غيره الذي هو الشرط، و هذا لا يدل على استحباب التأخير الى ذلك المقدار حتى يكون منافيا لما دل على أفضلية أول الوقت، بل هو بالدلالة على خلافه أشبه لانه (صلى الله عليه و آله) لم يشرعه و لم يأمر به و انما هو مجرد خبر أراد به إظهار الشفقة عليهم و بيان سعة الشريعة و انها مبنية على السهولة و السماحة، و لو استلزم هذا الكلام ما ذكره للزم على رواية نصف الليل كما تقدم في رواية العلل استحباب تأخير العشاء الى بعد الانتصاف الذي قد استفاضت الأخبار بخروج الوقت به، و بالجملة فإن الغرض من الخبر انما هو ما ذكرنا فلا دلالة فيه على استحباب التأخير ان لم يكن فيه دلالة على العدم، نعم آخر الثلث هو آخر وقت الفضيلة أو الاختيار على القولين المتقدمين و ما بعده الى الانتصاف هو وقت الاجزاء على المشهور أو ذوي الأعذار على المختار، و اما الرواية الثانية فالظاهر ان تأخيره (صلى الله عليه و آله) تلك الليلة بخصوصها دون سائر الليالي انما كان لعذر و يشير الى ذلك قوله (عليه السلام) «ليلة من الليالي» لا ان ذلك كان مستمرا منه (صلى الله عليه و آله) حتى يتوهم منه ما ذكره، و ربما كان التفاتهم فيما فهموه من الخبر الأول إلى انه لو لا خوف المشقة لأوجب التأخير و جعل ذلك فرضا واجبا عليهم و لكنه لأجل الرأفة بهم لم يوجبه و هو يومئ الى استحباب ذلك. و فيه ان حمل الخبر على الوجوب بعيد غاية البعد عن مفاد الأخبار المستفيضة المتكاثرة المتقدمة الصريحة الدلالة في خروج وقتها بعد مضي قدر الثلث و لا سيما اخبار نزول جبرئيل بالأوقات الدالة على ان أول وقتها غيبوبة الشفق و آخره حين يذهب ثلث الليل» [1] إلا ان يقال انه كان يريد نسخ ذلك في هذه الفريضة بخصوصها


[1] ص 127.

نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 6  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست