نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف جلد : 23 صفحه : 55
الزينة، و ما خرج عن الخمار من الوجه، فليس منها، «و ما دون السوارين» يعنى من اليدين، و هو ما عدا الكفين، و كأن «دون» هنا في قوله «دون الخمار» بمعنى تحت الخمار، و دون السوار بمعنى تحت السوار، يعنى الجهة المقابلة للعلو، فإن الكفين أسفل، بالنسبة إلى ما فوق السوارين من اليدين.
و في تفسير الثقة الجليل علي بن إبراهيم قال: و في رواية أبي الجارود [1] عن أبي جعفر (عليه السلام)في قوله تعالى «وَ لٰا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلّٰا مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا»فهي الثياب و الكحل و الخاتم و خضاب الكف و السوار».
، و الزينة ثلاثة: زينة للناس، و زينة للمحرم و زينة للزوج، فأما زينة الناس، فقد ذكرناه، و أما زينة المحرم، فموضع القلادة فما فوقها، و الدملج و ما دونه، و الخلخال و ما سفل منه، و أما زينة الزوج فالجسد كله.
و في هذه الأخبار دلالة ظاهرة على استثناء الوجه و الكفين.
و مما يدل على الوجه بخصوصه، ما رواه
في الكافي عن جابر [2]«عن أبي جعفر (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) يريد فاطمة (عليها السلام) و أنا معه فلما انتهينا إلى الباب، وضع يده عليه فدفعه، ثم قال: السلام عليكم، فقالت فاطمة (عليها السلام): السلام عليك يا رسول الله، قال: أدخل؟ قالت: أدخل يا رسول الله، قال أدخل أنا و من معي فقالت: يا رسول الله، ليس علي قناع فقال: يا فاطمة خذي فضل ملحفتك، فقنعي به رأسك، إلى أن قال: فدخل رسول الله (صلى الله عليه و آله) و دخلت فإذا وجه فاطمة (عليها السلام) أصفر كأنه بطن جرادة، فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم): ما لي أرى وجهك أصفر، قالت: يا رسول الله الجوع، فقال (صلى الله عليه و آله و سلم): اللهم مشبع الجوعة، و دافع الضيقة، أشبع فاطمة، بنت محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) قال جابر: فوالله لنظرت الدم ينحدر من قصاصها، حتى صار وجهها أحمر، فما جاعت بعد ذلك اليوم».
[1] تفسير على بن إبراهيم ج 2 ص 101، المستدرك ج 2 ص 555 ب 84 ح 3.