responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 18  صفحه : 180

لِيَجْزِيَ قَوْماً. الاية، فقد ورد في تفسيرها ما يدل على ما ذكرناه [1]. بخلاف ما ذكره من تأثير السحر فيهم، و ان كان بمجرد الهم أو المرض، فإنه لم يرد دليل على أمرهم بقبول ذلك، مع وجوب دفع الضرر عن النفس مع القدرة و الإمكان، و لا ريب في إمكان ذلك بالنسبة إليهم- (عليهم السلام).

الا ترى الى ما ورد في جملة من الاخبار في دفعهم كيد السحرة الفجار، مثل ما رواه

في العيون بسنده عن على بن يقطين، قال استدعى الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) و يقطعه و يخجله في المجلس، فانتدب له رجل مغرم، فلما أحضرت المائدة عمل ناموسا على الخبز، فكان كلما رام أبو الحسن (عليه السلام) تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه، و استفز هارون الفرح و الضحك لذلك، فلم يلبث أبو الحسن ان رفع رأسه الى أسد مصور على بعض الستور، فقال له: يا أسد الله، خذ عدو الله: فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع. فافترست ذلك المغرم، فخر هارون و ندماؤه على وجوههم مغشيا عليهم. و طارت عقولهم خوفا من هول ما رأوا. فلما أفاقوا من ذلك بعد حين قال هارون لأبي الحسن (عليه السلام): سألتك بحقي عليك لما سألت الصورة ان ترد الرجل. فقال: ان كانت عصا موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم و عصيهم، فان هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل: فكان ذلك اعمل الأشياء في اماتة نفسه [2]:.

و نحو ذلك روى في كتاب الخرائج و الجرائح عن الإمام الهادي (عليه السلام) مع المتوكل لعنه الله تعالى. و في كتاب الثاقب في المناقب عن الصادق (عليه السلام) مع المنصور [3].


[1] قال الثقة الجليل على بن إبراهيم القمي (قدس سره) في تفسيره لهذه الآية: قال:

يقول لأئمة الحق: لا يدعون على ائمة الجور، حتى يكون الله هو الذي يعاقبهم في قوله: ليجزي قوما بما كانوا يكسبون. انتهى. منه (قدس سره).

[2] مدينة المعاجز ص 446 حديث: 67.

[3] و ملخص الأول:

انه وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند الى المتوكل فأمره أن يخجل الامام الهادي (عليه السلام)، و احضر على المائدة خبزا رقاقا، فكان كلما مد الامام (عليه السلام) يده الى قرص من ذلك الخبز طيرها ذلك المشعبذ، فتضاحك الناس، و كان على مستورة المتوكل صورة أسد، فضرب الامام (عليه السلام) يده على تلك الصورة، و قال:

خذه. فوثبت تلك الصورة من المستورة فابتلعت الرجل، و عادت في المستورة كما كانت، فتحير الجميع و نهض الامام، فقال المتوكل: سألتك بالله الا جلست و رددته، فقال: و الله لا يرى بعدها، أ تسلط أعداء الله على أولياء الله، و خرج من عندهم، فلم ير الرجل بعدها (مدينة المعاجز ص 548 حديث 52).

و ملخص الخبر الثاني:

ان المنصور وجه الى سبعين رجلا من أهل بابل، فدعاهم و قال: انكم ورثتم السحر من آبائكم من أيام موسى بن عمران، و انكم لتفرقون بين المرء و زوجه، و ان أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) كاهن ساحر مثلكم، فاعملوا شيئا من السحر، فإنكم إن ابهتموه أعطيتكم الجائزة العظيمة، فقاموا الى المجلس الذي فيه المنصور، فصوروا سبعين صورة من السباع، و جلس كل واحد منهم جنب صاحبه، و جلس المنصور على سرير ملكه، و وضع التاج على رأسه، و قال لحاجبه ابعث الى ابى عبد الله (عليه السلام) و أحضره الساعة، قال: فلما أحضره دخل عليه. فلما نظر الى ما قد استعد له غضب (عليه السلام) فقال: يا ويلكم، أ تعرفونى، أنا حجة الله الذي أبطل سحر آبائكم في أيام موسى بن عمران، ثم نادى برفيع صوته: أيتها الصور الممثلة، ليأخذ كل واحد منكم صاحبه باذن الله تعالى، فوثب كل سبع الى صاحبه و افترسه و ابتلعه في مكانه، و وقع المنصور مغشيا عليه من سريره، فلما أفاق قال: الله الله يا أبا عبد الله، أقلني، فانى تبت توبة لا أعود إلى مثلها ابدا، فقال (عليه السلام): قد عفوتك ثم قال: يا سيدي قل السباع ان تردهم الى ما كانوا، فقال: هيهات هيهات، ان أعادت عصا موسى سحرة فرعون فستعيد هذه السباع هذه السحرة.

(مدينة المعاجز ص 362 حديث: 23). منه (قدس سره).

نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 18  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست