نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف جلد : 18 صفحه : 169
أقول: و الظاهر انه لهذا كان زرارة ربما قدح في الإمام (عليه السلام) و عابه، كما هو مروي في اخبار ذمه، بان يكونوا- (عليهم السلام)- رخصوا له ذلك للعلة المذكورة في هذا الخبر.
و بهذا الخبر ايضا يجاب عما ورد في الهشامين- رضى الله عنهما- لا سيما ما نقل عنهما من القول بالجسم و الصورة، و تقرير الأئمة- (عليهم السلام)- على ذلك و ذمهم لهما، مع ما ورد من الاخبار الدالة على منزلتهما، و لا سيما هشام بن الحكم.
و نسبة هذين القولين الشنيعين لهما- رضى الله عنهما- اما ان يكون مع عدم معرفتهما بذلك عن الأئمة- (عليهم السلام)- و هو بعيد، أو مع معرفتهما بذلك، و انهما قصدا الى خلاف ما عليه الأئمة- (عليهم السلام)- و هو أشد بعدا. فلم يبق الا ما قلنا من الرخصة لهما في إظهار ذلك دفاعا عنهما بالتقريب المتقدم.
و روى في الكتاب المتقدم في الصحيح أو الموثق عن الحسين بن زرارة، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ان ابى يقرأ عليك السلام و يقول: جعلت فداك، انه لا يزال الرجل و الرجلان يقدمان فيذكران انك ذكرتني، و قلت في. فقال: اقرأ أباك السلام، و قل له: انا و الله أحب لك الخير في الدنيا و أحب لك الخير في الآخرة، و انا و الله عنك راض، فما تبالي ما قال الناس بعد هذا[1].
(و منها)
ان يكون الإنسان معروفا باسم يعرب عن غيبته
كالأعرج و الأعمش و الأشتر و نحوها.
قالوا: فلا اثم على من يقول ذلك، فقد فعل العلماء ذلك لضرورة التعريف.
و قال الشهيد الثاني: و الحق ان ما ذكره العلماء المعتمدون من ذلك، يجوز التعويل فيه على حكايتهم، و اما ذكره عن الأحياء فمشروط بعلم رضاء المنسوب اليه به، لعموم النهى. و حينئذ يخرج عن كونه غيبة. و كيف كان فلو وجد عنه معدلا و امكنه التعريف بعبارة أخرى فهو اولى. انتهى. و هو جيد.