responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 18  صفحه : 163

مما أهل نفسه له، و تنبههم على الخطر اللاحق لهم بالانقياد اليه، و كذلك إذا رأيت رجلا يتردد الى فاسق يخفى امره، و خفت عليه من الوقوع بسبب صحبته فيما لا يوافق الشرع، فلك ان تنبهه على فسقه، مهما كان الباعث الخوف من إنشاء البدعة و سراية الفسق. الا ان هذا الموضع محل الخديعة من الشيطان، إذ ربما يكون الباعث انما هو الحسد على تلك المنزلة، فيلتبس عليك الشيطان، كما هو غالب فاش في أبناء الزمان، فينبغي للداخل في ذلك ان يلاحظ نفسه فيما بينه و بين ربه.

و من ذلك- ايضا-: بيان الاغلاط الواقعة من العلماء. و الظاهر: ان من هذا القبيل طعن العلماء بعضهم على بعض في المسائل الفقهية حتى انجر الى التجهيل، كما لا يخفى على من وقف على الرسالة المنسوبة إلى المفيد و السيد المرتضى، في الرد على الصدوق في تجويزه السهو على المعصوم، فإنها اشتملت على قدح عظيم في حق الصدوق، لا يليق بمثله ان ينسب اليه ذلك، و كما وقع من المحقق و العلامة في الطعن على ابن إدريس في مواضع لا تحصى، مما يؤذن بتجهيله، مع ما هو عليه من الفضل و علو الشأن و نحو ذلك.

و قد وقع بين جملة من مشايخنا المعاصرين ممن عليهم الاعتماد بين العباد في البلاد ما يؤدى الى أعظم الإشكال في هذا المجال، حتى ان رجلين منهم كانا يصليان الجمعة في أقل من مسافة الفرسخ. و الناس يقتدون بكل منهما. و كان بعض من عاصرناه من المشايخ ينقل حديثا- ان صح هان الأمر في ذلك- و الا فالمقام مقام خطر و اشكال.

و صورة الخبر الذي ينقله في حق العلماء: انه (عليه السلام) قال: خذوا بما يفتون و لا تنظروا الى ما يقول بعضهم في بعض، فإنهم يتغايرون كما تتغاير النساء. هذا حاصل معناه.

و مما يؤيد ذلك: دلالة جملة من الاخبار على حصول الحسد بين العلماء، خصوصا زيادة على ما بين سائر الناس.

و بالجملة فالفداء عضال، لا يكاد ينفك منه الا من عصمه الله تعالى بالتوفيق في

نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 18  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست