نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف جلد : 17 صفحه : 376
ويل لهؤلاء الذين يتمون الصلاة بعرفات أما يخافون الله، فقيل له: فهو سفر فقال: و أى سفر أشد منه.
أقول: و هذه الروايات مع صحة أسانيدها واضحة الدلالة، صريحة المقالة في إيجاب التقصير على من قصد أربعة فراسخ، رجع ليومه أو لغده، ما لم يقطع سفره بأحد القواطع المعلومة، و فيها رد ظاهر للقول المشهور من التقييد بالرجوع ليومه، و رد للقول بالتخيير بين القصر و الإتمام بقصد الأربعة كما ذهب إليه في المدارك، و ما ارتكبه فيها من التأويل ضعيف لا يعول، و سخيف لا يلتفت اليه، كما تقدم تحقيق القول في المسألة في كتاب الصلاة
الفصل السابع [في حج آدم]:
روى في الكافي عن على بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير [1] عن أبى عبد الله (عليه السلام) قال: «ان آدم (عليه السلام) لما حبط في الأرض هبط على الصفا، و لذلك سمى الصفا، لان المصطفى هبط عليه، فقطع للجبل اسم من اسم آدم لقول الله عز و جل[2]«إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفىٰ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرٰاهِيمَ وَ آلَ عِمْرٰانَ عَلَى الْعٰالَمِينَ»و أهبطت حواء على المروة، و انما سميت المروة لأن المرأة هبطت عليها فقطعت للجبل اسم من اسم المرأة، و هما جبلان عن يمين الكعبة، و شمالها، فقال آدم حين فرق بينه و بين حواء ما فرق بيني و بين زوجتي الا و قد حرمت على، فاعتزلها و كان يأتيها بالنهار فيتحدث إليها، فإذا كان الليل خشي أن تغلبه نفسه عليها رجع فبات على الصفا، و لذلك سمى النساء لانه لم يكن لادم أنس غيرها فمكث آدم بذلك ما شاء الله ان يمكث، لا يكلمه الله و لا يرسل اليه رسولا و الرب سبحانه يباهي بصبره الملائكة، فلما بلغ الوقت الذي يريد الله عز و جل أن يتوب على آدم فيه أرسل إليه جبرائيل (عليه السلام) فقال: السلام عليك يا آدم الصابر لبليته التائب عن خطيئته، ان الله عز و جل بعثني إليك لأعلمك مناسك التي يريد