نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف جلد : 15 صفحه : 71
بخلاف «هلموا». و معنى «لم يحج يومئذ إلا من كان إنسيا مخلوقا» لم يحج إلا من كان مخلوقا من الانس، لأنهم المقصودون بالخطاب المذكور دون غيرهم. هذا ما ظهر لي فتأمل. انتهى.
أقول: اما صحة إطلاق «هلم» على المذكر و المؤنث، و المفرد و المثنى و الجمع، فهي لغة الحجاز، و بها نزل القرآن العزيز، كقوله تعالى:
وَ الْقٰائِلِينَ لِإِخْوٰانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنٰا[1] و اما أهل نجد و هم بنو تميم فيلحقون بها الضمائر كغيرها من الصيغ فيقولون: «هلموا و هلمي و هلما» و اما تناولها في الخبر للموجودين و المعدومين فقد نقل الشيخ فخر الدين بن طريح في كتاب مجمع البحرين، قال: و قيل: لفظ «هلم» خطاب لمن يصلح ان يجيب و ان لم يكن حاضرا، و لفظ «هلموا» موضوع للموجودين الحاضرين، و يفسره الحديث: «هلم الى الحج». ثم ساق الخبر. و بذلك يزول الاشكال و يستغنى عن هذه التكلفات البعيدة و التحملات الشديدة، فإنه متى كان هذا اللفظ موضوعا في اللغة لذلك فلا اشكال، و يخرج الخبر شاهدا عليه.
السادس [الإحرام إنما يتحقق بالتلبية أو الإشعار أو التقليد]
- قد عرفت من ما حققناه آنفا ان الإحرام الموجب للكفارات- بفعل ما لا يجوز للمحرم فعله- إنما هو عبارة عن التلبية أو الإشعار أو التقليد، فإن ايها فعل حرم عليه ما يحرم على المحرم و ترتبت الكفارات على المخالفة. و على هذا فلو عقد نية الإحرام و لبس ثوبيه و لم يأت بشيء من التلبية متى كان متمتعا أو مفردا، و لا بها و لا بإشعار و لا تقليد متى كان قارنا، و فعل ما لا يجوز للمحرم فعله، فإنه