نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف جلد : 13 صفحه : 9
و روى في الكافي عن الكناني عن ابى عبد الله (عليه السلام)[1] قال: «ان الله تبارك و تعالى يقول الصوم لي و أنا أجزي عليه».
و روى الصدوق في الفقيه عن الصادق (عليه السلام)[2] قال: «نوم الصائم عبادة و صمته تسبيح و عمله متقبل و دعاؤه مستجاب».
و روى في الكافي مسندا و الفقيه مرسلا [3] قال: «قال أبو عبد الله (عليه السلام) من صام لله يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ وكل الله به الف ملك يمسحون وجهه و يبشرونه حتى إذا أفطر قال الله تعالى: ما أطيب ريحك و روحك ملائكتي اشهدوا انى قد غفرت له».
و روى في الفقيه [4] قال: «قال رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) ما من صائم يحضر قوما يطعمون إلا سبحت له أعضاؤه و كانت صلاة الملائكة عليه و كانت صلاتهم استغفارا».
الى غير ذلك من الأخبار التي يضيق عن ذكرها المقام.
الرابعة [الإشكال في حديثي الكناني و الفقيه و الجواب عنه]
- قد أورد ههنا سؤال مشهور على حديثي الكناني و الفقيه المتقدمين المتضمنين للحديث القدسي و قوله عز و جل: «الصوم لي و أما أجزي عليه» بان كل الأعمال الصالحة لله فما وجه تخصيص انه له تبارك و تعالى؟
و أجيب بوجوه: الأول- انه اختص بترك الشهوات و الملاذ في الفرج و البطن و ذلك أمر عظيم يوجب التشريف. و عورض بالجهاد فان فيه ترك الحياة فضلا عن الشهوات، و بالحج فان فيه الإحرام و محظوراته كثيرة.
الثاني- ان الصوم يوجب صفاء العقل و الفكر بواسطة ضعف القوى الشهوانية بسبب الجوع و لذلك
قال (عليه السلام)[5]«لا تدخل الحكمة جوفا مليء طعاما».
و صفاء العقل و الفكر يوجبان حصول المعارف الربانية التي هي أشرف أحوال النفس الإنسانية.