نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف جلد : 13 صفحه : 376
و بالجملة فإن دلالة هذه الأخبار على التحريم مطلقا أظهر ظاهر و لكن العذر لأصحابنا في ما ذكروه من حيث عدم تتبع الأخبار كملا و التأمل فيها.
نعم
قد روى الشيخ (رضي الله عنه) في كتاب مصباح المتهجد [1] عن عبد الله ابن سنان عن أبى عبد الله (عليه السلام) قال: «دخلت عليه يوم عاشوراء فألفيته كاسف اللون ظاهر الحزن و دموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط، فقلت يا ابن رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) مم بكاؤك لا ابكى الله عينيك؟ فقال لي أو في غفلة أنت أ ما علمت ان الحسين ابن على (عليهما السلام) أصيب في مثل هذا اليوم؟ فقلت يا سيدي فما قولك في صومه؟ فقال لي صمه من غير تبييت و أفطره من غير تشميت و لا تجعله يوم صوم كملا و ليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء فإنه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) و انكشفت الملحمة عنهم. الحديث».
و هذه الرواية هي التي ينبغي العمل عليها و هي دالة على مجرد الإمساك إلى الوقت المذكور. و المفهوم من كلام شيخنا الشهيد الثاني (قدس سره) في المسالك حمل كلام الأصحاب باستحباب صوم يوم عاشوراء على وجه الحزن هو صومه على هذا الوجه المذكور في هذه الرواية. و هو بعيد فان كلامهم صريح أو كالصريح في أن مرادهم صيام اليوم كملا كما في جملة أفراد الصيام. و الله العالم.
و منها-
صوم أول يوم من المحرم بل الشهر كملا:
روى الصدوق (عطر الله مرقده) مرسلا [2] قال: «روى ان في أول يوم من المحرم دعا زكريا ربه (عز و جل) فمن صام ذلك اليوم استجاب الله له كما استجاب لزكريا (عليه السلام)».
و روى في كتاب المجالس و عيون الاخبار في الصحيح عن الريان بن شبيب [3] قال «دخلت على الرضا (عليه السلام) في أول يوم من المحرم فقال لي يا ابن شبيب أ صائم أنت؟