responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 12  صفحه : 177

عن العالم (عليه السلام): و المؤلفة قلوبهم قال هم قوم وحدوا اللّٰه و خلعوا عبادة من دون اللّٰه و لم تدخل المعرفة قلوبهم إن محمدا رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه و آله) فكان رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه و آله) يتألفهم و يعلمهم و يعرفهم كيما يعرفوا فجعل لهم نصيبا في الصدقات لكي يعرفوا و يرغبوا».

و هذه الأخبار كلها كما ترى ظاهرة في أن المؤلفة قلوبهم قوم مسلمون قد أقروا بالإسلام و دخلوا فيه لكنه لم يستقر في قلوبهم و لم يثبت ثبوتا راسخا فأمر اللّٰه تعالى نبيه بتألفهم بالمال لكي تقوى عزائمهم و تشتد قلوبهم على البقاء على هذا الدين، فالتأليف إنما هو لأجل البقاء على الدين و الثبات عليه لا لما زعموه (رضوان الله عليهم) من الجهاد كفارا كانوا أو مسلمين و أنهم يتألفون بهذا السهم لأجل الجهاد.

بقي الكلام في

قوله (عليه السلام) في رواية زرارة الثالثة «الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ لم يكونوا قط أكثر منهم اليوم».

و نحوها رواية موسى بن بكر، و لعل معناه- و اللّٰه سبحانه و قائله أعلم- أن ضعفة الدين المحتاجين إلى التأليف لأجل البقاء عليه و رسوخه في قلوبهم ليسوا مخصوصين بوقته (صلى اللّٰه عليه و آله) بل هم أكثر كثير في هذه الأوقات، و لعل ذلك باعتبار عدم الإقرار بإمامتهم و الاعتقاد بها التي هي أعظم ما جاء به النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) فإن الشكاك في إمامتهم و هم القسم الثالث المتوسط بين النصاب و المؤمنين- و يعبر عنهم في الأخبار تارة بالشكاك و تارة بالضلال و تارة بالمستضعفين- أكثر الناس في زمانهم (عليهم السلام) كما دلت عليه الأخبار، و قد دلت الأخبار على أن حكمهم في الدنيا حكم أهل الإسلام و أنهم في الآخرة من المرجئين لأمر اللّٰه.

و أما قوله (عليه السلام) في رواية إسحاق «كم ترى أهل هذه الآية فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهٰا رَضُوا. إلى آخره» فالظاهر أن المعنى فيها ما أفاده المحدث الكاشاني في معنى خبر زرارة المتقدم و هو بهذا الخبر أنسب، حيث قال: و ذلك لأن أكثر المسلمين في أكثر الأزمنة و البلاد دينهم مبتن على دنياهم إن أعطوا من الدنيا رضوا الدين و إن

نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 12  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست