responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 10  صفحه : 13

مساو له، و اعتدل الشيئان اى تساويا، و في اصطلاح أرباب الحكمة و أهل العرفان عبارة عن تعديل قوى النفس و تقويم أفعالها بحيث لا يغلب بعض على بعض.

و توضيح ذلك ان للنفس الإنسانية قوة عاقلة هي مبدأ الفكر و التمييز و الشوق الى النظر في الحقائق و التأمل في الدقائق، و قوة غضبية هي مبدأ الغضب و الجرأة لدفع المضار و الاقدام على الأهوال و الشوق الى التسلط على الرجال، و قوة شهوية هي مبدأ طلب الشهوة و اللذات من المآكل و المشارب و المناكح و سائر الملاذ البدنية و الشهوات الحسية، و هذه القوى متباينة جدا فمتى غلب أحدها انقهرت الباقيات و ربما أبطل بعضها فعل بعض، و الفضيلة البشرية تعديل هذه القوي لأن لكل من هذه القوى طرفي إفراط و تفريط، فاما القوة العاقلة فالسفاهة و البلاهة و القوة الغضبية التهور و الجبن و القوة الشهوية الشره و خمود الشهوة، فألقوه العاقلة تحصل من تعديلها فضيلة العلم و الحكمة و الغضبية تحصل من تعديلها فضيلة الشجاعة و القوة الشهوية تحصل من تعديلها فضيلة العفة، و إذا حصلت هذه الفضائل الثلاث التي هي في حاق الاواساط و تعادلت حصل منها فضيلة رابعة و ملكة راسخة هي أم الفضائل و هي المعبر عنها بالعدالة، فهي إذا ملكة نفسانية تصدر عنها المساواة في الأمور الصادرة عن صاحبها، و تحت كل واحدة من هذه الفضائل الثلاث المتقدمة فضائل أخرى و كلها داخلة تحت العدالة فهي دائرة الكمال و جماع الفضائل على الإجمال.

و اما في اصطلاح أهل الشرع الذي هو المقصود الذاتي بالبحث فأقوال:

(الأول) [ملكة تبعث على التقوى و المروة]

ما هو المشهور بين أصحابنا المتأخرين من انها ملكة نفسانية تبعث على ملازمة التقوى و المروة، و احترزوا بالملكة عما ليس كذلك من الأحوال المنتقلة بسرعة كحمرة الخجل و صفرة الوجل بمعنى ان الاتصاف بالوصف المذكور لا بد ان يكون من الملكات الراسخة التي يعسر زوالها.

و اختلف كلامهم في معنى التقوى، فقيل هي اجتناب الكبائر و الصغائر من المكلف العاقل، و نسبه شيخنا الشهيد الثاني إلى جماعة من أجلاء الأصحاب كالشيخ

نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 10  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست