بعد قوله (عليه السلام) "يدفن الميِّت" [1] .
وقد أورد عليه في الحدائق أنّ الراوي للرواية في كتب الحديث عبدالرّحمن بن أبي نجران لا عبدالرّحمن بن الحجاج ، نعم لا أثر للاختلاف فيه لاعتبار كليهما [2] .
وتوصيف صاحب المدارك لها بالصحّة وإن كان صحيحاً إلاّ أنّ الصحيح هو رواية الفقيه ، وهي مشتملة على لفظة "بتيمم" بعد "يدفن الميِّت" وهي تدل على خلاف مقصوده .
نعم ، رواها الشيخ في التهذيب بدون لفظة "بتيمم"[3] إلاّ أنّها ضعيفة من جهة اشتمالها على محمّد بن عيسى وهو مردد بين الثقة والضعيف ، ومن جهة إرسالها ، فان عبدالرّحمن يرويها عن رجل حدّثه ، هذا .
ولكن صاحب الوسائل رواها عن الفقيه والتهذيب مشتملة على لفظة "بتيمم" حيث قال بعد نقل الرواية عن الفقيه : ونقله محمّد بن الحسن باسناده إلى الصفار نحوه . إذ لو كانت رواية التهذيب غير مشتملة على تلك اللّفظة لأشار إليه كما هو دأبه في الكتاب ، ولا سيما في الاختلافات الّتي تختلف الأحكام بها ، وحيث إن له طريقاً صحيحاً إلى التهذيب فبنقله يثبت أن نسخة التهذيب مشتملة على تلك الكلمة .
إلاّ أن صاحب الحدائق (قدس سره) وغيره يروون عن التهذيب من دون كلمة "بتيمم" ومعه يدخل المقام في اختلاف النسخ فلا يثبت أن رواية الشيخ أ يّهما ، فلا تشملها أدلّة اعتبار الخبر ، فان باخبار كل واحد من الرواة وإن كان يثبت موضوع وخبر ـ أعني خبر الراوي الآخر ـ فيشمله أدلّة الاعتبار ، إلاّ أ نّه يتم إلى الشيخ ، وأمّا هو فلا يعلم أ نّه أخبر عن أي شيء حتّى يشمله أدلّة الاعتبار ، فلا يمكننا الاعتماد على رواية الشيخ ولو بناءً على صحّة سندها كما إذا عملنا بالمراسيل ، وبنينا على أن محمّد
ــــــــــــــــــــــــــــ