responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنقيح في شرح العروة الوثقى نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم - الشيخ ميرزا علي الغروي    جلد : 5  صفحه : 230
كل من التبري منه (عليه السلام) تقيّة والتعرض للقتل ، وأن كلاًّ من الرجلين من أهل الجنّة وقد تعجّل أحدهما إلى الجنة وتأخّر الآخر .
وما رواه محمد بن مروان قال : "قال لي أبو عبدالله (عليه السلام) ما منع ميثم (رحمه الله) من التقيّة ؟ فوالله لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه "إلاّ من اُكره وقلبه مطمئنّ بالايمان"[1] لدلالتها على جواز كل من البراءة واختيار القتل ، لأنه (عليه السلام) لم يتزجر عما فعله ميثم وإنما سأل عن وجهه ، هذا .
وقد يقال : إن ترك التقيّة أرجح من التقيّة باظهار التبري منه (عليه السلام) وعليه فيكون المقام من موارد التقيّة المكروهة والمرجوحة ، وإذا قلنا بعكس ذلك وأن التقيّة باظهار التبري أرجح من تركها فيكون المقام مثالاً للتقيّة المستحبّة لا محالة .
والصحيح أن الأمرين متساويان ولا دلالة لشيء من الروايات على أرجحية أحدهما من الآخر ، أمّا رواية عبدالله بن عطاء ، فلأنها إنما دلت على أن من ترك التقيّة فقتل فقد تعجّل إلى الجنة ، ولا دلالة لذلك على أن ترك التقيّة باختيار القتل أرجح من فعلها ، وذلك لأن العامل بالتقيّة أيضاً من أهل الجنّة وإنما لم يتعجل بل تأجّل فلا يستفاد منه إلاّ تساويهما .
وأما ما رواه محمد بن مروان ، فلأنها إنما تدل على أرجحية التقيّة باظهار التبري منه (عليه السلام) فيما إذا كانت كلمة "ميثم" غير منصرفة ، فيصح وقتئذ أن تقرأ كلمة "منع" مبنيّة للفاعل والمفروض أن كلمة "ميثم" لا تكتب منصوبة ـ ميثماً ـ لعدم انصرافها ، فتدلنا الرواية حينئذ على توبيخ ميثم لتركه التقيّة وتعرّضه للقتل والهلاك إلاّ أن كلمة "ميثم" منصرفة ، لوضوح عدم اشتمالها على موانع الصرف ، وعليه فلا يصح قراءة كلمة "منع" مبنية للفاعل وإلاّ للزم أن تكون كلمة "ميثم" منصوبة وأن تكون العبارة هكذا : ما منع ميثماً ، ولم تذكر الكلمة في شيء من النسخ التي وقفنا عليها منصوبة ، بل هي في جميع النسخ مكتوبة بالرفع "ميثم" ومعه لا بدّ من قراءة
ــــــــــــــــــــــــــــ


[1] الوسائل 16 : 226 / أبواب الأمر والنهي ب 29 ح 3 .

نام کتاب : التنقيح في شرح العروة الوثقى نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم - الشيخ ميرزا علي الغروي    جلد : 5  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست