الثالث : مسح الرأس [1] بما بقي من البلة في اليد [2] .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثالث من واجبات الوضوء : مسح الرأس
[1] لا إشكال ولا خلاف في وجوب المسح واعتباره في الوضوء بين المسلمين ، بل هو من الضروريات عندهم ، وقد دلّ عليه الكتاب والسنة وأمر به سبحانه بقوله : (فامسحوا برؤوسكم وأرجلكم )[1] وإنما الكلام والخلاف في بعض خصوصياته على ما يأتي عليها الكلام .
[2] المعروف بين الإمامية وجوب كون المسح بنداوة ماء الوضوء ، وعدم جواز المسح بالماء الجديد ، ولم ينقل في ذلك خلاف إلاّ من ابن الجنيد ، حيث نسب إليه القول بجوازه بالماء الجديد ، ولكن العبارة المحكية عنه غير مساعدة على ذلك، فانّ ظاهرها أنه قد رخص في المسح بالماء الجديد فيما إذا لم تبق من بلة الوضوء شيء في يده أو في غيرها ـ مع الاختيار أو بلا اختيار ـ ولم يجوّز المسح بالماء الجديد عند وجود البلة من ماء الوضوء [2] .
وكيف كان يدل على ما سلكه المشهور اُمور :
منها : الروايات الحاكية لوضوء النبي أو الوصي ، حيث صرحت بأنه (عليه السلام) مسح رأسه ورجليه بالبلة الباقية من ماء الوضوء ، ففي صحيحة زرارة " ... ومسح مقدم رأسه وظهر قدميه ببلة يساره وبقية بلة يمناه" [3] وفي صحيحة زرارة وبكير " ... ثم مسح رأسه وقدميه ببلل كفّه ، لم يحدث لهما ماء جديداً" [4] إلى غير ذلك من الروايات البيانية . وقد ذكرنا سابقاً أن هذه الروايات إنما وردت لبيان ما يجب في الوضوء وما هو وظيفة المتوضئ في الشريعة المقدسة ، وعلى ذلك فكلّ ما ذكر فيها من
ــــــــــــــــــــــــــــ [1] المائدة 5 : 6 .
[2] وعبارته المحكية في المختلف [ 1 : 128 / 80 ] كما يلي : إذا كان بيد المتطهر نداوة يستبقيها من غسل يديه ، مسح بيمينه رأسه ورجله اليمنى وبنداوة اليسرى رجله اليسرى ، وإن لم يستبق ذلك أخذ ماء جديداً لرأسه ورجليه . وفي الحدائق 2 : 280 .