responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 523

حاله في المحبة والإخلاص لمولانا أمير المؤمنين ع وموالاته والنصر له والذي عنه والخصام في رضاه والموازرة له مما لا شبهة فيه ثم قال معرضا باخبار الذم ومثل الحبر موضع ان يحسده الناس ويباهتوه:
- كضرائر الحسناء قلن لوجهها * حسدا وبغيا انه لدميم - قال ولو ورد في مثله ألف رواية أمكن ان تعرض للتهمة فكيف بهذه الأخبار الضعيفة الركيكة اه قال ابن أبي الحديد ويدل على عدم مفارقة ابن عباس أمير المؤمنين ع ما رواه أبو الفرج الأصفهاني انه لما استشهد أمير المؤمنين ع دس معاوية رجلا من حمير إلى الكوفة ورجلا من بني القين إلى البصرة يكتبان له بالاخبار فدل عليهما فقتلا فكتب عبد الله بن العباس من البصرة إلى معاوية اما بعد فإنك ودسك أخا بني القين إلى البصرة تلتمس من غفلات قريش إلى آخر الكتاب فهو يدل على وجوده في البصرة عند وفاة أمير المؤمنين ع قال وقالوا كيف يكون ذلك ولم يخدعه معاوية ويجره إلى جهته فقد علمتم كيف اختدع كثيرا من عمال أمير المؤمنين ع واستمالهم بالأموال فما باله و قد علم النبوة التي حدثت بينهما لم يستمل ابن عباس وكل من قرأ السير وعرف التواريخ يعرف مشاقة ابن عباس لمعاوية بعد وفاة علي ع وما كان يلقاه به من قوارع الكلام وما كان يثني به على أمير المؤمنين ويذكر خصائصه وفضائله ويصدع به من مناقبه وماثره فلو كان بينهما غبار أو كدر لما كان الأمر كذلك اه.
قال المؤلف: انكار اخذ ابن عباس المال من البصرة وانكار كتاب أمير المؤمنين ع إليه المقدم ذكره صعب جدا بعد ملاحظة ما تقدم ولا يحتاج فيه إلى تصحيح روايات الكشي وبعد ما ذكرناه من الشواهد على اشتهار الأمر في ذلك كما أن اخلاص ابن عباس لأمير المؤمنين ع وتفوقه في معرفة فضله لا يمكن انكاره والذي يلوح لي ان ابن عباس لما ضايقه أمير المؤمنين ع في الحساب عما اخذ ومن أين اخذ وفيما وضع كما يقتضيه عدله ومحافظته على أموال المسلمين وعلم أنه محاسب على ذلك أدق حساب وغير مسامح في شئ سولت له نفسه اخذ المال من البصرة والذهاب إلى مكة وهو ليس معصوم وحب الدنيا مما طبعت عليه النفوس فلما كتب إليه أمير المؤمنين ع ووعظه وطلب منه التوبة تاب وعاد سريعا. وعدم نص المؤرخين على عوده لا يضر بل يكفي ذكرهم انه كان بالبصرة عند وفاه أمير المؤمنين ع كما دل عليه كتابه السابق إلى معاوية اما الجواب الأخير الذي زعموا انه أجاب به أمير المؤمنين ع فمعاذ الله ان يصدر منه والله العالم بحقائق الأحوال.
سنة 39 غارة النعمان بن بشير على عين التمر كان النعمان صحابيا أنصاريا ممالئا لمعاوية وابنه يزيد قال ابن الأثير في حوادث سنة 39 فيها وجه معاوية النعمان بن بشير في ألف رجل إلى عين التمر شفاثا اجتهادا منهما للفساد في الأرض وسفك الدماء الحرام ونهب الأموال بغير حلها فكانا بذلك مأجورين ثابتة عدالتهما!! وفيها مالك بن كعب مسلحة لعلي في ألف رجل وكان مالك قد أذن لهم فاتوا الكوفة ولم يبق معه إلا مائة رجل فلما سمع بالنعمان كتب إلى أمير المؤمنين يخبره ويستمده فخطب بالناس وأمرهم بالخروج فتثاقلوا فصعد المنبر فخطبهم وقال يا أهل الكوفة كلما سمعتم بجمع من أهل الشام أظلكم انحجر كل امرئ منكم في بيته وأغلق عليه بابه انحجار الضب في جحره والضبع في وجارها في كلام آخر وبخهم به. وواقع مالك النعمان وجعل جدار القرية في ظهور أصحابه واقتتلوا أشد قتال وكتب مالك إلى مخنف بن سليم يستعينه فوجه مخنف ابنه عبد الرحمن في خمسين رجلا فانتهوا إلى مالك وأصحابه وقد كسروا جفون سيوفهم واستقتلوا فلما رآهم أهل الشام انهزموا عند المساء وظنوا ان لهم مددا وتبعهم مالك وقتل منهم ثلاثة نفر.
غارة سفيان بن عوف على الأنبار قال وفيها وجه معاوية سفيان بن عوف في ستة آلاف وأمره ان يقطع هيت ويأتي الأنبار [1] والمدائن فيوقع بأهلها فاتى هيت فلم يجد بها أحدا ثم اتي الأنبار وفيها مسلحة لعلي تكون خمسمائة رجل وقد تفرقوا ولم يبق منهم إلا مائتان لأنه كان عليهم كميل بن زياد فبلغه ان قوما بقرقيسيا يريدون الغارة على هيت فسار إليهم بغير أمر علي فاتى أصحاب سفيان وكميل غائب عنها وخليفته أشرس بن حسان البكري فطمع سفيان في أصحاب علي لقتلهم فقاتلهم فصبروا له وقتل صاحبهم أشرس وثلاثون رجلا واحتملوا ما في الأنبار من أموال أهلها ورجعوا إلى معاوية وبلغ الخبر عليا فغضب على كميل وكتب إليه ينكر عليه فعله وأرسل في طلبهم فلم يدركوا.
غارة عبد الله بن مسعدة على تيماء تيماء بليدة في أطراف الشام بينها وبين وادي القرى قال وفيها وجه معاوية عبد الله بن مسعدة الفزاري في ألف وسبعمائة رجل إلى تيماء وأمره ان يصدق من مر به من أهل البوادي ويقتل من امتنع ففعل ذلك وبلغ مكة والمدينة واجتمع إليه بشر كثير من قومه وبلغ ذلك عليا فأرسل المسيب بن نجبة الفزاري في ألفين فلحقهم بتيماء فاقتتلوا قتالا شديدا وحمل المسيب على ابن مسعدة فضربه ثلاث ضربات لا يريد قتله ويقول له النجاء النجاء لأنه من قومه فدخل ابن مسعدة وجماعة معه الحصن وهرب الباقون وانتهب الأعراب ابل الصدقة التي مع ابن مسعدة وحصرهم ثلاثة أيام ثم أحرق الباب فأشرفوا عليه وقالوا يا مسيب قومك فرق لهم وامر باطفاء النار وقال جاءتني عيوني بان جندا قد اتاكم من الشام فقال له عبد الرحمن بن شبيب سرحني في طلبهم فابى فقال غششت أمير المؤمنين وداهنت في امرهم.
مسير يزيد بن شجرة إلى مكة قال وفيها ارسل معاوية يزيد بن شجرة الرهاوي [2] إلى مكة في ثلاثة آلاف فارس ليقيم للناس الحج ويأخذ له البيعة وينفي عامل علي عنها وهو قثم بن العباس فخطب قثم أهل مكة ودعاهم إلى حربهم فلم يجيبوه بشئ إلا شيبة بن عثمان العبدري فاجابه بالسمع والطاعة فأراد قثم مفارقة مكة إلى بعض شعابها ومكاتبة أمير المؤمنين فنهاه أبو سعيد الخدري عن ذلك وقال أقم فان رأيت بك قوة على قتالهم والا فالمسير امامك فأقام وكتب إلى أمير المؤمنين يخبره بذلك فسير إليه جيشا في أول ذي الحجة وقدم ابن شجرة قبل التروية بيوم وبعث إلى قثم ان يعتزل الصلاة ويعتزلها هو وصلى بالناس شيبة بن عثمان وحج بهم ورجع يزيد إلى الشام وأقبلت خيل علي وعليهم معقل بن قيس فتبعوهم وأدركوهم وقد رحلوا عن وادي القرى فظفروا بنفر


[1] مدينة كانت قرب الفلوجة هي الآن خراب.
[2] منسور إلى الرها بفتح الراء اسم قبيلة واما البلد فبضم الراء.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 523
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست