responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 499

واما قولك اني رأس أهل العراق وسيد أهل اليمن فان الرأس المتبع والسيد المطاع هو علي بن أبي طالب واما ما سلف من عثمان إلي فوالله ما زادني صهره شرفا ولا عمله عزا واما عيبك أصحابي فان هذا لا يقربك مني ولا يبعدني عنهم واما محاماتي عن أهل العراق فمن نزل بيتا حماه واما البقية فلستم بأحوج إليها منا وسنرى رأينا فيها فلما بلغ معاوية كلام الأشعث قال يا عتبة لا تلقه بعدها فان الرجل عظيم عند نفسه وإن كان قد جنح للسلم وشاع في أهل العراق ما دار بين عتبة والأشعث فقال النجاشي يمدح الأشعث:
- يا ابن قيس وحارث ويزيد * أنت والله رأس أهل العراق - - أنت والله حية تنفث السم * قليل منها غناء الراقي - - أنت كالشمس والرجال نجوم * لا يرى ضوؤها مع الاشراق - - قد حميت العراق بالأسل السمر * وبالبيض كالبروق الرقاق - - وأجبناك إذ دعوت إلى الشام * على القب كالسحوق العتاق - - وسعرنا القتال في الشام بالبيض * المواضي وبالرماح الدقاق - - وأدرنا كأس المنية في الفتنة * بالضرب والطعان الدفاق - - كلما قلت قد تصرمت الهيجاء * سقيتها بكأس دهاق - - أنت حلو لن تقرب بالود * وللشامتين مر المذاق - - بئس ما ظنه ابن هند ومن مثلك * للناس عند ضيق الخناق - مخادعة معاوية لابن عباس فلما ايس معاوية من جهة الأشعث قال لعمرو بن العاص ان رأس الناس بعد علي وعبد الله بن عباس فلو القيت إليه كتابا لعلك ترفقه به فإنه ان قال شيئا لم يخرج علي منه وقد أكلتنا الحرب ولا أرانا نصل العراق الا بهلاك أهل الشام فقال له عمرو ان ابن عباس لا يخدع ولو طمعت فيه طمعت في علي فقال معاوية علي ذلك فاكتب إليه فكتب إليه عمرو اما بعد فان الذي نحن وأنتم فيه ليس بأول أمر قاده البلاء وأنت رأس هذا الجمع بعد علي فانظر فيما بقي ودع ما مضى فوالله ما أبقيت هذه الحرب لنا ولا لكم حياء ولا صبرا واعلموا ان الشام لا تملك الا بهلاك العراق وان العراق لا تملك الا بهلاك الشام وما خيرنا بعد هلاك اعدادنا منكم وما خيركم بعد هلاك اعدادكم منا ولسنا نقول ليت الحرب عادت ولكنا نقول ليتها لم تكن وان فينا من يكره القتال كما أن فيكم من يكرهه وانما هو أمير مطاع أو مأمور مطيع أو مؤتمن مشاور وهو أنت وكتب في أسفل الكتاب:
- طال البلاء وما يرجى له آسي * بعد الآله سوى رفق ابن عباس - - يا ابن الذي زمزم سقيا الحجيج له * أعظم بذلك من فخر على الناس - - انظر فدى لك نفسي قبل قاصمة * للظهر ليس لها راق ولا آسي - - اني ارى الخير في سلم الشام لكم * والله يعلم ما بالسلم من باس - - فيها التقى وأمور ليس يجهلها * الا الجهول وما النوكى كاكياس - فاتى ابن عباس بالكتاب إلى أمير المؤمنين ع فضحك وقال قاتل الله ابن العاص ما أغراه بك يا ابن عباس أجبه وليرد عليه شعره الفضل بن العباس فإنه شاعر فكتب ابن عباس إلى عمرو: اما بعد فاني لا اعلم رجلا من العرب أقل حياء منك انه مال بك معاوية إلى الهوى وبعته دينك بالثمن اليسير ثم خبطت بالناس في عشوة طمعا في الملك فلما لم تر شيئا أعظمت الدنيا اعظام أهل الذنوب وأظهرت فيها نزاهة أهل الورع فان كنت ترضي الله بذلك فدع مصر وارجع إلى بيتك وهذه الحرب ليس فيها معاوية كعلي ابتدأها علي بالحق وانتهى فيها إلى العذر وبدأها معاوية بالبغي وانتهى فيها إلى السرف وليس أهل العراق فيها كاهل الشام بايع أهل العراق عليا وهو خير منهم وبايع معاوية أهل الشام وهم خير منه وليس انا وأنت فيها بسواء أردت الله وأردت أنت مصر فان ترد شرا لا نسبقك به وان ترد خيرا لا تسبقنا إليه ثم قال لأخيه الفضل يا ابن أم أجب عمرا فقال الفضل:
- يا عمرو حسبك من خدع ووسواس * فاذهب فليس لداء الجهل من آسي - - الا تواتر طعن في نحوركم * يشجي النفوس ويشفي نخوة الراس - - هذا الدواء الذي يشفي جماعتكم * حتى يطيعوا عليا وابن عباس - - اما علي فان الله فضله * بفضل ذي شرف عال على الناس - - ان تعقلوا الحرب نعقلها مخيسة * أو تبعثوها فانا غير انكاس - - قد كان منا ومنكم في عجاجتها * ما لا يرد وكل عرضة الباس - - قتلى العراق بقتلى الشام ذاهبة * هذا بهذا وما بالحق من باس - - لا بارك الله في مصر فقد جلبت * شرا وحظك منها حسوة الكاس - ثم عرض الشعر والكتاب على علي ع فقال لا أراه يجيبك بشئ بعدها أبدا إن كان يعقل ولعله يعود فتعود عليه فلما انتهى الكتاب إلى عمرو اتى به معاوية فقال أنت دعوتني إلى هذا ما كان أغناني وإياك عن بني عبد المطلب فقال إن قلب ابن عباس وقلب علي قلب واحد وكلاهما ولدا عبد المطلب وإن كان قد خشن فقد لان وإن كان قد تعظم وعظم صاحبه فلقد قارب وجنح إلى السلم وكان معاوية يكاتب ابن عباس فيجيبه بقول لين وذلك قبل ان تعظم الحرب فلما قتل أهل الشام قال معاوية ان ابن عباس رجل قريش وانا كاتب له في عداوة بني هاشم لنا وأخوفه عواقب هذه الحرب لعله يكف عنا فكتب إليه اما بعد فإنكم يا معشر بني هاشم لستم إلى أحد أسرع بالمساءة منكم إلى أنصار عثمان حتى انكم قتلتم طلحة والزبير لطلبهما دمه فان يكن ذلك كراهة لسلطان بني أمية فقد وليها عدي وتيم وأظهرتهم لهم الطاعة وقد اكلت هذه الحروب بعضها من بعض حتى استوينا فيها فما أطمعكم فينا أطمعنا فيكم وما آيسكم منا آيسنا منكم ولستم بملاقينا اليوم بأحد من حد أمس ولا غدا بأحد من حد اليوم وقد قنعنا بما كان في أيدينا من ملك الشام فاقنعوا بما في أيديكم من ملك العراق وابقوا على قريش فإنما بقي من رجالها ستة رجلان بالشام انا وعمرو ورجلان بالعراق أنت وعلي ورجلان بالحجاز سعد وابن عمر واثنان من الستة ناصبان لك واثنان واقفان وأنت رأس هذا الجمع اليوم ولو بايع لك الناس بعد عثمان كنا إليك أسرع. فلما انتهى الكتاب إلى ابن عباس اسخطه ثم قال حتى متى يخطب إلي عقلي وحتى متى أجمجم على ما في نفسي فكتب إليه: اما ما ذكرت من سرعتنا بالمساءة في أنصار ابن عفان وكراهتنا لسلطان بني أمية فلعمري لقد أدركت في عثمان حاجتك حين استنصرك فلم تنصره حتى صرت إلى ما صرت إليه وبيني وبينك في ذلك ابن عمك وأخو عثمان الوليد بن عقبة واما طلحة والزبير فنقضا البيعة وطلبا الملك فقاتلناهما على النكث وقاتلناك على البغي واما قولك انه لم يبق من قريش غير ستة فما أكثر رجالها وأحسن بقيتها قد قاتلك من خيارها من قاتلك ولم يخذلنا الا من خذلك وقد بقي لك منا يوم ينسيك ما قبله ويخاف ما بعده واما قولك انه لو بايع الناس لي لاستقامت لي فقد بايع الناس عليا وهو خير

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 499
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست