responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 497

- ليس عمرو يلقاه في حمس النقع * وقد صارت السيوف عصيا - - فوق شهب مثل السحوق من النخل * ينادي المبارزين اليا - - ثم يا عمرو تستريح من الفخر * وتلقى به فتى هاشميا - - فالقه ان أردت مكرمة الدهر * أو الموت كل ذاك عليا - فلما سمع عمرو شعره قال والله لو علمت اني أموت ألف موتة لبارزت عليا في أول ما ألقاه، وقيل إن عمرا حمل معلما وهو يقول:
- شدوا علي شكتي لا تنكشف * يوم لهمدان ويوم للصدف [1] - - وفي تميم نخوة لا تنحرف * اضربها بالسيف حتى تنصرف - - ومثلها لحمير أو ترف * والربعيون لهم يوم عصف - فاعترضه علي ع وهو يقول:
- قد علمت ذات القرون الميل * والخصر والأنامل الطفول - - احمي وارمي أول الرعيل * بصارم ليس بذي فلول - وقيل إن عمرا تعرض لعلي في يوم من أيام صفين وظن أنه يطمع منه في غرة فيصيبه فحمل عليه ع فلما كاد أن يخالطه رمى نفسه عن فرسه ورفع ثوبه وشغر برجله فبدت عورته فصرف علي وجهه عنه وقام معفرا بالتراب هاربا على رجليه معتصما بصفوفه فقال القوم أفلت الرجل يا أمير المؤمنين قال وهل تدرون من هو؟ قالوا لا، قال: فإنه عمرو بن العاص تلقاني بعورته فصرفت وجهي عنه، ورجع عمرو إلى معاوية فقال له: ما صنعت يا عمرو؟ قال: لقيني علي فصرعني، قال: فاحمد الله وعورتك اما والله ان لو عرفته ما أقحمت عليه وقال معاوية في ذلك شعرا:
- ألا لله من هفوات عمرو * يعاتبني على تركي برازي - - فقد لاقي أبا حسن عليا * فأب الوائلي مآب خازي - - فلو لم يبد عورته للاقى * به ليثا يذلل كل نازي - - له كف كان براحتيها * منايا القوم يخطف خطف بازي - - فان تكن المنية أخطأته * فقد غنى بها أهل الحجاز - فغضب عمرو وقال: ما أشد تعظيمك عليا في أمري هذا هل هو الا رجل لقيه ابن عمه فصرعه أ فترى السماء قاطرة لذلك دما؟ قال: ولكنها تعقبك جنبا. قال نصر: ولما شمت معاوية بعمرو قال عمرو في ذلك:
- معاوي لا تشمت بفارس بهمة * لقي فارسا لا تعتريه الفوارس - - معاوي ان أبصرت في الخيل مقبلا * أبا حسن يهوي دهتك الوساوس - - وأيقنت ان الموت حق وانه * لنفسك ان لم تمض في الركض خالس - - فإنك لو لاقيته كنت بومة * أتيح لها صقر من الجو آنس - - وما ذا بقاء القوم بعد اختباطه * وان امرأ يلقي عليا لآيس - - دعاك فصمت دونه الاذن هاربا * بنفسك قد ضاقت عليها الأمالس - - وتشمت بي ان نالني حد رمحه * وعضعضني ناب من الحرب ناهس - - أبى الله الا انه ليث غابة * أبو الشبل تهدى إليه الفرائس - - واني امرؤ باق فلم يلف شلوه * بمعترك تسفي عليه الروامس - - فان كنت في فانهج عجاجه * والا فتلك الترهات البسابس - ثم أن عليا غلس بالناس بصلاة الفجر ثم زحف بهم فخرج الناس على راياتهم واعلامهم وزحف إليهم أهل الشام فقال أبرهة بن الصباح بن أبرهة الحميري ويلكم يا معشر أهل اليمن والله اني لأظن قد أذن بفنائكم ويحكم خلوا بين هذين الرجلين فليقتتلا فأيهما قتل صاحبه ملنا معه جميعا، وكان من رؤساء أصحاب معاوية، فبلغ ذلك عليا فقال صدق أبرهة، وبلغ معاوية كلام أبرهة فتأخر آخر الصفوف وقال لمن حوله: اني لأظن أبرهة مصابا في عقله، فقال أهل الشام: والله ان أبرهة لأفضلنا دينا ورأيا وبأسا، ولكن معاوية كره مبارزة علي فقال أبرهة في ذلك:
- لقد قال ابن أبرهة مقالا * وخالفه معاوية بن حرب - - وكم بين المنادي من بعيد * ومن يغشى الحروب بكل عضب - - أيهجرني معاوية بن حرب * وما هجرانه سخطا لربي - - وعمرو ان يفارقني بقول * فان ذراعه بالغدر رحب - - واني ان أفارقهم بديني * لفي سعة إلى شرق وغرب - - وبرز يومئذ عروة بن داود الدمشقي فقال: إن كان معاوية كره مبارزتك يا أبا الحسن فهلم إلي، فتقدم إليه علي فقال له أصحابه: ذر هذا الكلب فإنه ليس لك بخطر، فقال: والله ما معاوية اليوم بأغيظ لي منه ثم حمل عليه فضربه قطعتين سقطت إحداهما يمنة والأخرى يسرة وارتج العسكران لهول الضربة ثم قال يا عروة اذهب فأخبر قومك اما والذي بعث محمدا بالحق لقد عانيت النار وأصبحت من النادمين. وقال ابن عم لعروة وا سوء صباحاه قبح الله البقاء بعد أبي داود وحمل على علي فطعنه فضرب علي الرمح فبراه ثم قنعه ضربة فالحقه بأبي داود ومعاوية واقف على التل يبصر ويشاهد فقال ثبا لهذه الرجال وقبحا أ ما فيهم من يقتل هذا مبارزة أو غيلة أو في اختلاط الفيلق وثوران النقع فقال الوليد بن عقبة أبرز إليه أنت فإنك أولي الناس بمبارزته فقال والله لقد دعاني إلى البراز حتى استحييت من قريش واني والله لا أبرز إليه، ما جعل العسكر بين يدي الرئيس الا وقاية له فقال الوليد ألهوا عن هذا كأنكم لم تسمعوا نداءه فقد علمتم انه قتل حريثا وفضح عمرا ولا أرى أحدا يتحكك به الا قتله.
فعل بسر كفعل عمرو فقال معاوية لبسر بن أرطأة أ تقوم لمبارزته فقال ما أحد أحق بها منك وإذا أبيتموه فانا له فقال له معاوية اما انك ستلقاه في العجاجة غدا في أول الخيل وكان عند بسر ابن عم له قد قدم من الحجاز يخطب ابنته فاتى بسرا فقال له اني سمعت انك وعدت من نفسك ان تبارز عليا أ ما تعلم أن الوالي بعد معاوية اخوه عتبة ثم اخوه محمد فما يدعوك إلى ذلك قال الحياء، خرج مني كلام فانا استحي ان ارجع عنه فضحك الغلام وقال:
- تنازله يا بسر ان كنت مثله * والا فان الليث للضبع آكل - - كأنك يا بسر بن أرطأة جاهل * باثاره في الحرب أو متجاهل - - معاوية الوالي وصنواه بعده * وليس سواء مستعار وثاكل - - أولئك هم أولي به منك انه * علي فلا تقربه أمك هابل - - متى تلقه فالموت في رأس رمحه * وفي سيفه شغل - لنفسك شاغل فقال بسر هل هو الا الموت لا بد والله من لقاء الله تعالى فغدا علي منقطعا من خيله ومعه الأشتر وهو يريد التل وهو يقول:
- انا علي فسلوا لتخبروا * ثم ابرزوا إلى الوغى أو أدبروا - - سيفي حسام وسناني أزهر * منا النبي الطيب المطهر - - وحمزة الخير ومنا جعفر * له جناح في الجنان اخضر -


[1] الصدف اسم قبيلة.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 497
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست