responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 478

أمير المؤمنين فقالوا هذا رجل ناصح كتب يخبركم بما أراد معاوية وبعث معاوية مائتي رجل من الفعلة إلى عاقول من النهر بأيديهم المرور والزبيل يحفرون فيها بحيال عسكر علي فقال علي ويحكم ان الذي يحاول معاوية لا يستقيم له وإنما يريد أن يزيلكم عن مكانكم فقالوا له هم والله يحفرون الساعة فقال يا أهل العراق لا تكونوا ضعفي ويحكم لا تغلبوني على رأيي فقالوا والله لنرتحلن فان شئت فارتحل وإن شئت فاقم فارتحلوا وصعدوا بعسكرهم وارتحل علي آخر الناس وهو يقول:
- ولو اني أطعت عصبت قومي * إلى ركن اليمامة أم شام - - ولكني إذا أبرمت أمرا * منيت بخلف آراء الطغام - وارتحل معاوية فنزل بمعسكر علي الذي كان فيه فدعا علي الأشتر فقال أ لم تغلبني على رأيي أنت والأشعث فدونكما فقال الأشعث أنا أكفيك يا أمير المؤمنين سأداوي ما أفسدت اليوم من ذلك فجمع كندة فقال لا تفضحوني اليوم إنما أقارع بكم أهل الشام فخرجوا معه رجلا يمشون وبيد الأشعث رمح له يلقيه على الأرض ويقول أمشوا قيس رمحي فيمشون فلم يزل يقيس لهم على الأرض برمحه ويمشون معه رجالة قد كسروا جفون سيوفهم حتى لقوا معاوية وسط بني سليم واقفا على الماء وقد جاءه أداني عسكره فاقتتلوا قتالا شديدا على الماء ساعة وانتهى أوائل أهل العراق فنزلوا وأقبل الأشتر في خيل فحمل على معاوية، والأشعث يحارب في ناحية فانحاز معاوية في بني سليم فردوا وجوه إبله قدر ثلاثة فراسخ ثم نزل ووضع أهل الشام اثقالهم والأشعث يهدر ويقول أ رضيت يا أمير المؤمنين ثم غاداهم علي القتال وعلى رايته يومئذ هاشم بن عتبة المرقال وبرز يومئذ عوف من أصحاب معاوية فبرز إليه علقمة بن عمرو من أصحاب علي فطعنه علقمة فقتله فمكثوا على ذلك حتى كان ذو الحجة فجعل علي يأمر هذا الرجل الشريف فيخرج معه جماعة فيقاتل ويخرج إليه من أصحاب معاوية رجل معه جمع آخر فيقتتلان في خيلهما ورجلهما ثم ينصرفان وأخذوا يكرهون أن يتزاحفوا بجميع الفيلق من أهل العراق وأهل الشام مخافة الاستئصال والهلاك وكان علي يخرج الأشتر مرة في خيله ومرة حجر بن عدي أو شبث بن ربعي التميمي أو خالد بن المعمر السدوسي أو زياد بن النضر الحارثي أو زياد بن جعفر الكندي أو سعيد بن قيس الهمداني أو معقل بن قيس الرياحي أو قيس بن سعد بن عبادة وأكثرهم خروجا الأشتر وكان معاوية يخرج إليهم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي أو أبا الأعور السلمي أو حبيب بن مسلمة الفهري أو ابن ذي الكلاع أو عبيد الله بن عمر بن الخطاب أو شرحبيل بن السمط أو حمزة بن مالك الهمداني فاقتتلوا ذا الحجة وربما اقتتلوا في اليوم الواحد مرتين أوله وآخره وخرج الأشتر يوما فقاتل بصفين في رجال من القراء ورجال من فرسان العرب فاشتد قتالهم قال الراوي: فخرج عليا رجل لقلما رأيت رجلا قط هو أطول ولا أعظم منه فدعا إلى المبارزة فلم يبرز إليه أحد وبرز إليه الأشتر فاختلفا ضربتين وضربه الأشتر فقتله وأيم الله لقد كنا أشفقنا عليه وسألناه أن لا يخرج إليه وهو سهم بن أبي العيزار. وجاء رجل من الأزد فقال أقسم بالله لأقتلن قاتلك فحمل على الأشتر فضربه الأشتر فإذا هو بين يدي فرسه وحمل أصحابه فاستنقذوه جريحا فقال أبو رقيقة السهمي كان هذا نارا فصادفت إعصارا فاقتتل الناس ذا الحجة كله فلما مضى ذو الحجة تداعى الناس أن يكف بعضهم عن بعض إلى أن ينقضي المحرم لعل الله أن يجري صلحا واجتماعا فكف الناس بعضهم عن بعض.
استئناف المراسلة ولما توادع علي ومعاوية بصفين اختلفت الرسل فيما بينهما رجاء الصلح فأرسل علي إلى معاوية عدي بن حاتم وشبث بن ربعي ويزيد بن قيس الأرحبي وزياد بن حصفة التميمي فدخلوا على معاوية فحمد الله عدي بن حاتم وأثنى عليه ثم قال أما بعد فانا أتيناك لندعوك إلى أمر يجمع الله به كلمتنا وأمتنا ويحقن الله به دماء المسلمين وندعوك إلى أفضلها سابقة وأحسنها في الاسلام آثارا وقد اجتمع له الناس فلم يبق أحد غيرك وغير من معك فانته يا معاوية من قبل أن يصيبك الله وأصحابك بمثل يوم الجمل فقال معاوية كأنك إنما جئت متهددا ولم تأت مصلحا هيهات يا عدي كلا والله أني لابن حرب ما يقعقع لي بالشنان أما والله إنك لمن المجلبين على ابن عفان وإنك لمن قتلته وقال له شبث وزياد بن خصفة أتيناك فيما يصلحنا وإياك فأقبلت تضرب الأمثال لنا دع ما لا ينفع من القول والفعل واجبنا فيما يغمنا وإياك نفعه وقال يزيد بن قيس أن صاحبنا لمن عرفت وعرف المسلمون فضله ولا أظنه يخفى عليك أن أهل الدين والفضل لن يعدلوك بعلي فاتق الله يا معاوية ولا تخالف عليا فانا والله ما رأينا رجلا قط أعمل بالتقوى ولا أزهد في الدنيا ولا أجمع لخصال الخير كلها منه فقال معاوية: إنكم دعوتم إلى الطاعة والجماعة فاما الجماعة التي دعوتم إليها فنعما هي وأما الطاعة لصاحبكم فانا لا نراها، إن صاحبكم قتل خليفتنا وفرق جماعتنا وآوى ثارنا وصاحبكم يزعم أنه لم يقتله فنحن لا نرد ذلك عليه فليدفع إلينا قتلته لنقتلهم به ونحن نجيبكم إلى الطاعة و الجماعة فقال شبث بن ربعي أ يسرك أنك أمكنت من عمار بن ياسر فقتلته قال وما يمنعني من ذلك والله لو أمكنني من ابن سمية ما قتلته بعثمان ولكن بنائل مولى عثمان فقال له شبث وإله السماء ما عدلت معدلا لا والله لا تصل إلى قتل ابن ياسر حتى تندر الهام عن كواهل الرجال وتضيق الأرض الفضاء عليك برحبها فقال له معاوية لو كان ذلك كانت عليك أضيق. ورجعوا فبعث معاوية إلى زياد بن خصفة فقال له يا أخا ربيعة إن عليا قطع أرحامنا وقتل إمامنا وآوى قتلة صاحبنا وإني أسألك النصرة عليه بأسرتك وعشيرتك ولك علي عهد الله وميثاقه إذا ظهرت أن أوليك أي المصرين أحببت فقال له زياد إني لعلى بينة من ربي وبما أنعم علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ثم قام فقال معاوية لعمرو بن العاص وكان إلى جانبه ليس يتكلم رجل منهم بكلمة تخالف صاحبه ما لهم قصمهم الله ما قلوبهم إلا قلب رجل واحد وبعث معاوية إلى حبيب بن مسلمة الفهري وشرحبيل بن السمط ومعن بن يزيد بن الأخنس السلمي فدخلوا على علي فقال حبيب بن مسلمة ان عثمان كان خليفة مهديا فاستثقلتم حياته فعدوتم عليه فقتلتموه فادفع إلينا قتلة عثمان نقتلهم به فان قلت أنك لم تقتله فاعتزل أمر الناس فيكون أمرهم شورى بينهم. فقال له علي: وما أنت لا أم لك والولاية والعزل والدخول في هذا الأمر اسكت فإنك لست هناك ولا باهل لذاك فقال حبيب بن مسلمة أما والله لتريني حيث تكره فقال له علي وما أنت ولو أجلبت بخيلك ورجلك اذهب فصوب وصعد ما بدا لك فلا أبقى الله عليك إن أبقيت فقال شرحبيل إن كلمتك فلعمري ما كلامي إياك إلا كنحو من كلام صاحبي فهل لي عندك جواب غير الذي أجبته به فقال علي ع عندي جواب غير الذي أجبته به لك ولصاحبك ثم ذكر كلاما قال في آخره: ثم ولي أمر الناس عثمان فعمل بأشياء عابها الناس عليه فسار إليه ناس فقتلوه ثم أتاني الناس وأنا معتزل أمرهم فأبيت عليهم

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 478
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست