responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 443

تركوه كالفضة البيضاء أتوه صائما محرما في شهر حرام فقتلوه. وقال ابن الأثير ان عائشة كانت خرجت إلى مكة وعثمان محصور ثم خرجت من مكة تريد المدينة قال الطبري فيما رواه بسنده وذكره ابن الأثير أيضا فلما كانت بسرف لفيها رجل من أخوالها من بني ليث يقال له عبيد أو عبد بن أبي سلمة وهو ابن أم كلاب فقالت له مهيم [1] قال قتل عثمان وبقوا ثمانيا قالت ثم صنعوا ما ذا قال أخذها أهل المدينة بالاجتماع فجازت بهم الأمور إلى خير مجاز اجتمعوا على بيعة علي فقالت ليت هذه انطبقت على هذه ان تم الأمر لصاحبك ردوني ردوني فانصرفت إلى مكة وهي تقول قتل والله عثمان مظلوما والله لأطلبن بدمه فقال لها ولم والله أن أول من أمال حرفه لأنت ولقد كنت تقولين اقتلوا نعثلا فقد كفر قالت إنهم استتابوه ثم قتلوه وقد قلت وقالوا وقولي الأخير خير من قولي الأول فقال لها ابن أم كلاب:
- منك البداء ومنك الغير * ومنك الرياح ومنك المطر - - وأنت امرت بقتل الامام * وقلت لنا أنه قد كفر - - فهبنا أطعناك في قتله * وقاتله عندنا من أمر - - ولم يسقط السقف من فوقنا * ولم ينكسف شمسنا والقمر - - وقد بايع الناس ذا تدرء * يزيل الشبا ويقيم الصعر - - ويلبس للحرب اثوابها * وما من وفى مثل من قد غدر - فدخلت مكة وقصدت الحجر فسترت فيه فاجتمع الناس حولها فقالت أيها الناس إن الغوغاء من أهل الأمصار وأهل المياه وعبيد أهل المدينة اجتمعوا على هذا الرجل المقتول ظلما بالأمس ونقموا عليه استعمال من حدثت سنه وقد استعمل أمثالهم قبله ومواضع من الحمى حماها لهم فتابعهم ونزع لهم عنها فلما لم يجدوا حجة ولا عذرا بادروا بالعدوان فسفكوا الدم الحرام واستحلوا البلد الحرام والشهر الحرام وأخذوا المال الحرام والله لإصبع من عثمان خير من طباق الأرض أمثالهم ووالله لو أن الذي اعتدوا به عليه كان ذنبا لخلص منه كما يخلص الذهب من خبثه أو الثوب من درنه إذ ماصوه كما يماص الثوب بالماء أي يغسل فقال عبد الله بن عامر الحضرمي وكان عامل عثمان على مكة ها أنا أول طالب فكان أول مجيب وتبعه بنو أمية على ذلك وكانوا هربوا من المدينة إلى مكة بعد قتل عثمان ورفعوا رؤوسهم وتبعهم سعيد بن العاص والوليد بن عقبة وسائر بني أمية وقدم عليهم عبد الله بن عامر بن كريز من البصرة بمال كثير ويعلى بن أمية وهو ابن منية من اليمن ومعه ستمائة بعير وستمائة ألف درهم فأناخ بالأبطح. وروى الطبري بسنده عن عبيد بن عمر القرشي قال قدم عليها مكة رجل يقال له أخضر فقالت ما صنع الناس فقال قتل عثمان المصريين قالت إنا لله وإنا إليه راجعون أ يقتل قوما جاءوا يطلبون الحق وينكرون الظلم والله لا نرضى ثم قدم آخر فقالت ما صنع الناس قال قتل المصريون عثمان قالت العجب لأخضر زعم أن المقتول هو القائل. وطلب طلحة والزبير من علي أن يوليهما المصرين البصرة والكوفة فقال بل تقيما معي فاني لا استغني عن رأيكما وقيل استشار ابن عباس فلم يشر به قال ابن أبي الحديد فاستأذناه في العمرة فقال لهما ما العمرة تريدان وإنما تريدان الغدرة ونكث البيعة فحلفا بالله ما الخلاف عليه ولا نكث البيعة يريدان وما رأيهما غير العمرة قال فأعيدا البيعة لي ثانية فأعاداها باشد ما يكون من الايمان والمواثيق فاذن لهما فلما خرجا قال والله لا ترونهما إلا في فتنة يقتلان فيها قالوا يا أمير المؤمنين فمر بردهما عليك قال ليقضي الله أمرا كان مفعولا. وقدم طلحة والزبير من المدينة فلقيا عائشة فقالت ما وراءكما فقالا انا تحملنا هرابا من المدينة من غوغاء وإعراب وفارقنا قوما حيارى لا يعرفون حقا ولا ينكرون باطلا ولا يمنعون أنفسهم فامرتهم عائشة بالخروج إلى المدينة فقالوا نأتي الشام فقال ابن عامر قد كفاكم الشام معاوية فائتوا البصرة فان لي بها صنائع ولهم في طلحة هوى قالوا قبحك الله فوالله ما كنت بالمسالم ولا بالمحارب فهلا أقمت كما أقام معاوية فنكفى بك ثم نأتي الكوفة فتسد على هؤلاء القوم المذاهب فاستقام الرأي على البصرة وقال لها طلحة والزبير نأتي أرضا قد ضاعت منا وصارت إلى علي وسيحتجون علينا ببيعتنا له ويتركوننا إلا أن تخرجي فتأمري بمثل ما أمرت في مكة. وكان علي ع بعث إلى عبد الله بن عمر كميلا النخعي فجاء به فدعاه إلى الخروج معه فقال إنما أنا من أهل المدينة فان يخرجوا أخرج وإن يقعدوا اقعد قال فاعطني كفيلا قال لا أفعل فقال له علي لولا ما أعرف من سوء خلقك صغيرا وكبيرا لأنكرتني دعوه فانا كفيله وخرج ابن عمر من تحت ليلته إلى مكة فدعوه ليسير معهم فابى. وجاءت عائشة إلى أم سلمة فطلب إليها أن تخرج معها إلى البصرة مع علمها بميل أم سلمة إلى علي وظنها القوي بأنها لا تجيبها إلى ذلك لكن حب الشئ والحرص عليه يدعو إلى التوسل لحصوله ولو بالأمور المستبعد حصولها.
عن المفيد في كتاب الاختصاص عن محمد بن علي بن شاذان عن أحمد بن يحيى النحوي أبي العباس ثعلب عن أحمد بن سهل عن يحيى بن محمد بن إسحاق بن موسى عن أحمد بن قتيبة عن عبد الحكم القتيبي عن أبي كيسبة ويزيد بن رومان قالا: لما أجمعت عائشة على الخروج إلى البصرة أتت أم سلمة وكانت بمكة فقالت يا أبنة أبي أمية كنت كبيرة أمهات المؤمنين وكان رسول الله ص يقمؤ [2] في بيتك وكان يقسم لنا في بيتك وكان ينزل عليه الوحي في بيتك قالت لها يا ابنة أبي بكر لقد زرتني وما كنت زواره ولأمر ما تقولين هذه المقالة قالت إن ابني [3] وابن أختي [4] أخبراني أن الرجل قتل مظلوما وأن بالبصرة مائة ألف سيف يطاوعون فهل لك أن أخرج أنا وأنت لعل الله يصلح بنا بين فئتين متناجزتين أو قالت متناحرتين فقالت يا ابنة أبي بكر أ بدم عثمان تطلبين فلقد كنت أشد الناس عليه وإن كنت لتدعينه بالنبز أم أمر ابن أبي طالب تنقضين فقد بايعه المهاجرون والأنصار انك سدة [5] بين رسول الله ص وبين أمته وحجابه مضروب على حرمه [6]


[١] مهيم بوزن مريم كلمة يراد بها السؤال والاستفهام.
[٢] قمأ كجمع وكرم قال أبو العباس ثعلب يقمؤ في بيتك يعني يأكل ويشرب، وفي النهاية قمأت بالمكان دخلته وأقمت به، وفي القاموس قمأت الإبل بالمكان أقامت به لخصبه فسمنت وتقمأ المكان وافقه فأقام به، وفي الفائق يقمؤ إلى المنزل يدخل ومنه اقتمى الشئ إذ اجمعه.
[٣] الظاهر أن يقرأ بتشديد الياء ويراد بهما طلحة والزبير وإرادة أحدهما لا وجه لها لكن ينافيه قولها أخبراني بألف الاثنين ولعله تحريف والصواب أخبروني.
[٤] هو عبد الله بن الزبير لأن أمه أسماء بنت أبي بكر.
[٥] السدة بضم السين وفتح الدال المشددة الباب. في النهاية في حديث أم سلمة أنها قالت لعائشة لما أرادت الخروج إلى البصرة انك سدة بين رسول الله " ص " وأمته أي باب فمتى أصيب ذلك الباب بشئ فقد دخل على رسول الله " ص " في حريمه وحوزته واستفتح ما حماه فلا تكوني أنت سبب ذلك بالخروج. وفي الفائق: تريد انك من رسول الله " ص " بمنزلة سدة الدار من أهلها فإن نابك أحد بنائبة أو نال منك نائل فقد ناب رسول الله " ص " ونال منه فلا تعرضي بخروجك أهل الاسلام لهتك حرمة رسول الله " ص ".
[6] بضم الحاء وفتح الراء جمع حرمة وهو كالمفسر لقولها أنت سدة الخ. وفي الفائق وحجابك مضروب على حرمته.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست