responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 288

والفتح بل لو قطعنا النظر عن ذلك كله لوجدنا ان ظاهر الامر يقتضي ان يشتغل في مثل تلك الحال بنفسه وبما عراه من المرض الشديد لا بتسيير الجيوش لغزو ليس فيه ما يقتضي الفور والعجلة مثل مهاجمة عدو أو طروء حادث لا يحسن التأخر عنه.
وروى ابن سعد في الطبقات بسنده عن أبي مويهبة مولى رسول الله ص عنه ص أنه قال من جوف الليل: اني قد امرت ان استغفر لأهل البقيع فانطلق معي فخرجت معه حتى جاء البقيع فاستغفر لأهله طويلا ثم قال ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضا يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى ثم قال إني قد أعطيت خزائن الدنيا والخلد ثم الجنة فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة، فقلت بأبي أنت وأمي فخذ خزائن الدنيا والخلد ثم الجنة قال قد اخترت لقاء ربي والجنة. وقال المفيد: لما أحس بالمرض اخذ بيد علي واتبعه جماعة وتوجه إلى البقيع فقال اني قد امرت بالاستغفار لأهل البقيع فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم وقال السلام عليكم أهل القبور ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها ثم استغفر لأهل البقيع طويلا واقبل على علي ع فقال له ان جبرئيل كان يعرض علي القرآن في كل سنة مرة وقد عرضه علي العام مرتين ولا أراه إلا لحضور أجلي ثم قال يا علي اني خيرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنة فاخترت لقاء ربي والجنة، وكان ص يعتكف في رمضان العشر الأواخر فلما كانت السنة التي قبض فيها اعتكف عشرين يوما. قال المفيد: ثم عاد إلى منزله فمكث ثلاثة أيام موعوكا ثم خرج إلى المسجد معصوب الرأس معتمدا على أمير المؤمنين بيمنى يديه وعلى الفضل بن العباس باليد الأخرى حتى صعد المنبر فجلس عليه ثم قال:
معاشر الناس قد حان مني خفوق من بين أظهركم فمن كان له عندي عدة فليأتني اعطه إياها ومن كان له علي دين فليخبرني به معاشر الناس ليس بين الله وبين أحد شئ يعطيه به خيرا أو يصرف عنه به شرا إلا العمل أيها الناس لا يدع مدع ولا يتمن متمن والذي بعثني بالحق نبيا لا ينجي إلا عمل مع رحمة ولو عصيت لهويت اللهم هل بلغت ثم نزل فصلى بالناس صلاة خفيفة ثم دخل بيته وكان إذ ذاك بيت أم سلمة فأقام به يوما أو يومين فجاءت عائشة إليها تسألها ان تنقله إلى بيتها لتتولى تعليله وسالت أزواج النبي ص في ذلك فاذن لها فانتقل إلى البيت الذي اسكنه عائشة. وروى الطبري بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة انها قالت تتام برسول الله ص وجعه وهو يدور على نسائه وهو في بيت ميمونة فدعا نساءه فاستاذنهن ان يمرض في بيتي فاذن له فخرج رسول الله ص بين رجلين من أهله أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر تخط قدماه الأرض عاصبا رأسه حتى دخل بيتي، قال عبيد الله: فحدثت بهذا الحديث عنها عبد الله بن عباس فقال: هل تدري من الرجل؟ قلت لا، قال علي بن أبي طالب، ولكنه لا تقدر على أن تذكره بخير وهي تستطيع اه وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن جماعة منهم عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة ان رسول الله ص بدأه مرضه الذي مات به في بيت ميمونة فخرج عاصبا رأسه فدخل علي بين رجلين تخط رجلاه الأرض عن يمينه العباس وعن يساره رجل قال عبيد الله اخبرني ابن عباس إن الذي عن يساره علي. واستمر به المرض فيه أياما وثقل فجاء بلال عند صلاة الصبح ورسول الله ص مغمور في المرض فنادى الصلاة رحمكم الله فأوذن رسول الله ص بندائه أقول وهنا اختلفت الرواية هل أمر رسول الله ص أحدا ان يصلي بالناس أو لا فروى ابن هشام في سيرته انه حين دعاه بلال إلى الصلاة قال مروا من يصلي بالناس فخرج عبد الله بن زمعة فإذا عمر فقال له قم فصل بالناس وكان أبو بكر غائبا فلما كبر سمع رسول الله ص صوته فأرسل إلى أبي بكر فجاء بعد ان تم عمر الصلاة فصلى بالناس وروى الطبري عن عائشة أنه قال مروا أبا بكر ان يصلي بالناس فقالت عائشة انه رجل رقيق فأعاد فأعادت فغضب وقال إنكن صواحب يوسف فخرج يهادي بين رجلين وقدماه تخطان في الأرض فلما دنا من أبي بكر تأخر فأشار إليه ان قم في مقامك فقعد إلى جنب أبي بكر قالت فكان أبو بكر يصلي بصلاة النبي والناس يصلون بصلاة أبي بكر وروى ابن سعد وغيره نحوه. وقال المفيد أنه قال يصلي بالناس بعضهم فاني مشغول بنفسي فقالت عائشة مروا أبا بكر وقالت حفصة مروا عمر فقال رسول الله ص أكففن فإنكن صويحبات يوسف وقام مبادرا وانه لا يستقل على الأرض من الضعف فاخذ بيد علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فاعتمد عليهما ورجلاه تخطان الأرض من الضعف فلما خرج إلى المسجد وجد أبا بكر قد سبق إلى المحراب فاوما إليه بيده ان تأخر عنه فتأخر وقام ص مقامه فكبر وابتدأ الصلاة التي كان قد ابتدأ بها أبو بكر ولم يبن على ما مضى من فعاله اه أقول: ما لنا ولما رواه هؤلاء المؤرخون المختلفون في العقيدة المختلفون في النقل فبعض يروي انه لم يأمر أحدا بعينه أصلا وبعض انه لم يأمر بذلك في أول الأمر ثم أمر أبا بكر بعد ما سمع عمر يكبر وان الناس صلوا الصبح مرتين وبعض يروي انه أمر أبا بكر من أول الأمر، ما لنا ولهذه الاخبار المتناقضة لكننا نقول إنهم اتفقوا جميعا على أن رسول الله ص خرج إلى المسجد في حالة شديدة من المرض والضعف حتى أنه لا يكاد يستقل ولا ينقل قدميه بل اعتمد على رجلين ورجلاه تخطان الأرض خطا وصلى جالسا فإن كان يريد بذلك تأييد أبي بكر فقد عينه للصلاة وصلى الناس خلفه ولو لم يخرج لكان أشد تأييدا له لأنه بخروجه وقعت الشبهة في أنه لعله لم يرض بتقدمه.
وائتمام الناس بأبي بكر وهو بالنبي ص يوجب ان يكون إماما ومأموما في وقت واحد وهذا غير جائز في الشرع ولم لم يتركه إماما إلى آخر الصلاة؟!
قال المفيد فلما سلم انصرف إلى منزله واستدعى أبا بكر وعمر وجماعة من حضر بالمسجد من المسلمين ثم قال أ لم آمركم ان تنفذوا جيش أسامة فقالوا بلى يا رسول الله قال فلم تأخرتم عن أمري قال أبو بكر اني خرجت ثم رجعت لأجدد بك عهدا وقال عمر يا رسول الله اني لم اخرج لأني لم أحب ان أسال عنك الركب فقال النبي ص أنفذوا جيش أسامة يكررها ثلاث مرات ثم أغمي عليه من التعب الذي لحقه والأسف فمكث هنيهة مغمى عليه وبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه وولده ونساء المسلمين وجميع من حضر من المسلمين فافاق رسول الله ص فنظر إليهم ثم قال أئتوني بدواة وكتف لاكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ابدا ثم أغمي عليه فقام بعض من حضر يلتمس دواة وكتفا فقال له عمر ارجع فإنه يهجر فرجع وندم من حضر على ما كان منهم من التضييع في إحضار الدواة والكتف وتلاوموا بينهم وقالوا انا لله وإنا إليه راجعون لقد أشفقنا من خلاف رسول الله ص فلما أفاق قال بعضهم ألا نأتيك بدواة وكتف يا رسول الله فقال أ بعد الذي قلتم لا ولكني أوصيكم باهل بيتي خيرا واعرض بوجهه عن

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست