responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 215

وشهد الفجار وهو ابن عشرين سنة والفجار من حروب العرب المشهورة كانت بين قيس وبين قريش وكنانة فكانت الدبرة أول النهار لقيس على قريش وكنانة ثم صارت لقريش وكنانة على قيس قال رسول الله ص حضرته مع عمومتي ورميت فيه بأسهم وما أحب أني لم أكن فعلت.
وسميت الفجار لأنها وقعت في الأشهر الحرم.
حلف الفضول وحضر حلف الفضول وكان منصرف قريش من الفجار وكان أشرف حلف وأول من دعا إليه الزبير بن عبد المطلب فاجتمعت بنو هاشم وزهرة وتيم في دار عبد الله بن جدعان فتعاقدوا وتعاهدوا بالله لنكونن مع المظلوم حتى يؤدي إليه حقه ما بل بحر صوفة، وفي التأسي في المعاش فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول ولا يعلم أحد سبق بني هاشم بهذا الحلف قال رسول الله ص ما أحب ان لي بحلف حضرته في دار ابن جدعان حمر النعم ولو دعيت به لأجبت.
تزوجه بخديجة وخرج إلى الشام في تجارة لخديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة مع غلامها ميسرة وكانت خديجة ذات شرف ومال تستأجر الرجال في تجارتها ولما علم أبو طالب بأنها تهئ تجارتها لارسالها إلى الشام مع القافلة قال له: يا ابن أخي انا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وقد بلغني ان خديجة استأجرت فلانا ببكرين ولسنا نرضى لك بمثل ما أعطته فهل لك ان أكلمها قال ما أحببت فقال لها أبو طالب هل لك ان تستأجري محمدا فقد بلغنا انك استأجرت فلانا ببكرين ولسنا نرضى لمحمد دون أربعة بكار فقالت لو سالت ذلك لبعيد بغيض فعلنا فكيف وقد سألته لحبيب قريب فقال له أبو طالب هذا رزق وقد ساقه الله إليك فخرج ص مع ميسرة بعد ان أوصاه أعمامه به وباعوا تجارتهم وربحوا اضعاف ما كانوا يربحون وعادوا فسرت خديجة بذلك ووقعت في نفسها محبة النبي ص وحدثت نفسها بالتزوج به وكانت قد تزوجت برجلين من بني مخزوم توفيا وكان قد خطبها أشراف قريش فردتهم فتحدثت بذلك إلى أختها أو صديقة لها اسمها نفيسة بنت منية فذهبت إليه وقالت ما يمنعك ان تتزوج قال ما بيدي ما أتزوج به قالت فان كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب قال فمن هي قالت خديجة قال كيف لي بذلك قالت علي ذلك فأجابها بالقبول وخطبها إلى عمها أو أبيها وحضر مع أعمامه فزوجها به عمها لأن أباها كان قد مات وقيل زوجها أبوها وأصدقها عشرين بكرة وانتقل إلى دارها وكان ذلك بعد قدومه من الشام بشهرين وأيام وعمرها أربعون سنة وكانت امرأة حازمة جلدة شريفة آمنت برسول الله ص أول بعثته واعانته بأموالها على تبليغ رسالته وخففت من تألمه لخلاف قومه وقوت عقيدته ببراهين نبوته أول ظهورها وعزيمته في المضي لما بعث به. وقد جاء انه انما قام الاسلام بأموال خديجة وسيف علي بن أبي طالب ولذلك كان رسول الله ص يرى لها المكانة العظمى في حياتها وبعد وفاتها التي كان لا يراها لواحدة من أزواجه.
بناء الكعبة المعظمة وبنيت الكعبة وهو ابن خمس وثلاثين سنة وكانت قد تشعثت من السيل فخافت قريش من هدمها ثم أقدمت عليه فلما بلغ البناء موضع الحجر الأسود اختلفت بينها فيمن يضعه في مكانه وكل قبيلة أرادت ذلك لنفسها حتى كادت تقع فتنة ثم رضوا بحكمه فحكم ان يوضع الحجر في ثوب ويحمل أطرافه من كل قبيلة رجل فرضوا بذلك ثم اخذه من الثوب ووضعه في مكانه.
صفته في خلقه وحليته وقد جاءت صفته هذه في كلام أم معبد وأمير المؤمنين علي ع وأنس بن مالك وهند بن أبي هالة وفي كلامهم مع ذلك صفة بعض أخلاقه وأفعاله ولم نفصل بين الأمرين ليتبع الكلام بعضه بعضا ولا يكون مبتورا.
وصفته أم معبد الخزاعية حين مر عليها في هجرته إلى المدينة كما يأتي حين قال لها زوجها صفيه لي. فقالت:
رأيت رجلا ظاهر الوضاءة متبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة [1] ولم تزر به صعلة [2] وسيم قسيم [3] في عينيه دعج وفي أشفاره وطف وفي صوته صحل [4] احور [5] اكحل أزج اقرن [6] شديد سواد الشعر في عنقه سطع [7] وفي لحيته كثاثة إذا صمت فعليه الوقار وان تكلم سما وعلاه البهاء وكان منطقه خرزات نظم يتحدرن اجهر [8] الناس وأبهاه من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر ربعة لا تشنؤه من طول ولا تقحمه [9] عين من قصر غصن بين غصنين فهو انضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدا له رفقاء يحفون به إذا قال استمعوا لقوله وان أمر تبادروا إلى امره محفود محشود لا عابس ولا مفند [10]. وقيل لأمير المؤمنين علي ع كيف لم يصف أحد النبي ص كما وصفته أم معبد قال لأن النساء يصفن الرجال بأهوائهن فيجدن في صفاتهن. ووصفه ص علي أمير المؤمنين ع روى ذلك ابن سعد في الطبقات بعدة روايات بينها بعض التفاوت والاختلاف في الألفاظ وكانه وصفه عدة مرار ونحن نجمع بينها ونذكر حاصلها قال ع: كان ص أبيض اللون مشربا حمرة أدعج العين سبط الشعر أسوده وفي رواية لم يكن بالجعد القطط ولا السبط كان جعدا رجلا كث اللحية [11] سهل الخد صلت الجبين ذا وفرة دقيق المسربة [12] وفي رواية طويل المسربة كان عنقه إبريق فضة [13] له شعر من لبته إلى سرته يجري كالقضيب ليس في بطنه ولا صدره شعر عيره شثن الكف والقدم إذا مشى كأنما ينحدر من صبب [14] وإذا مشى كأنما ينقلع من صخر [15] وفي


[1] الثجلة بالضم عظم البطن [2] لم تعبه دقة ونحول [3] أعطي كل شئ منه قسمه من الحسن [4] الصحل البحوحة [5] الحور شدة بياض بياض العين وسواد سوادها ولا ينافيه ما ورد ان في عينيه حمرة دائما لان وجود الحمرة في جانب لا ينافي شدة بياض ما ليس فيه حمرة.
[6] مقرون الحاجبين متصل أحدهما بالآخر.
[7] طول.
[8] جهر الرجل كمنع عظم في عينيه وراعه جماله وهيأته وجهر ككرم فخم بين عيني الرائي والاجهر الحسن المنظر.
[9] لا تحتقره.
[10] ان قرئ بصيغة الفاعل فمعناه ليس بكثير اللوم والتخطئة لغيره وان قرئ بصيغة المفعول فمعناه انه لا يجرؤ أحد على تخطئته وتفنيد رأيه.
[11] كثيفها.
[12] المسربة بضم الراء ما دق من شعر الصدر سائلا إلى السرة.
[13] معناه كأن عنقه سيف فضة لأن الإبريق في اللغة السيف البراق وفي السيرة الحلبية الأبريق السيف الشديد البريق.
[14] الصبب بالتحريك ما انحدر من الأرض كناية عن مشية بقوة وهي مشية أصحاب الهمم العلية ومن قلبه حي بخلاف الماشي متهاونا كالخشبة أو طائشا ينزعج فالأول يدل على الخمول وموت القلب والثاني على خفة الدماغ وموت القلب.
[15] أي يرفع رجله بقوة.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست