[1] حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: نا يونس بن بكير قال: كل شيء من حديث ابن إسحاق مسند، فهو أملاه عليّ، أو قرأه عليّ، أو حدثني به، و ما لم يكن مسندا، فهو قراءة؛ قرىء على ابن إسحاق.
حفر زمزم من قبل عبد المطلب ابن هاشم.
حدثنا أحمد قال: نا يونس، عن محمد بن إسحاق، قال: بينا عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف نائما في الحجر، عند الكعبة، أتي، فأمر بحفر زمزم.
و يقال إنها لم تزل دفينا بعد ولاية بني إسماعيل الأكبر و جرهم [2]، حتى أمر بها عبد المطلب، فخرج عبد المطلب إلى قريش، فقال: يا معشر قريش، إني قد أمرت أن أحفر زمزم، فقالوا له: أبيّن لك أين هي؟ فقال: لا، قالوا:
فارجع إلى مضجعك الذي أريت فيه ما أريت، فإن كان حقا من اللّه عز و جل بيّن لك، و إن كان من الشيطان لم يعد إليك، فرجع فنام في مضجعه، فأتي فقيل له: احفر زمزم، إنك إن حفرتها لم تندم، هي تراث من أبيك الأقدم، لا تنزف الدهر و لا تذم، تسقي الحجيج الأعظم مثل نعام حافل لم يقسم، ينذر فيها ناذر لمنعم [3]، فهي ميراث و عقد محكم، ليست كبعض ما قد يعلم، و هي بين الفرث و الدم.
فقال حين قيل له ذلك: أين هي؟ فقيل له: عند قرية النمل، حيث ينقر الغراب غدا، فغدا عبد المطلب و معه الحارث ابنه، ليس له ولد غيره، فوجد
[1] من المؤكد أن هذا ليس أول الجزء بل فقد منه ما لا ندري كميته، ذلك أن تقسيم كل كتاب الى أجزاء مسألة ارتبطت أحيانا برغبة النساخ و سواهم أكثر منها برغبة المؤلف و صنيعه.