responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 88

و قال أنس رضي اللَّه تعالى عنه: كان رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كثير العرق [1].

رواه مسلم.

و قالت عائشة رضي اللَّه تعالى عنها فيما رواه ابن عساكر و أبو نعيم: كنت قاعدة أغزل و النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) يخصف نعله فجعل جبينه يعرق و جعل عرقه يتولّد نورا فبهتّ فقال: مالك بهت؟

قلت: جعل جبينك يعرق و جعل عرقك يتولّد نورا و لو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنك أحق بشعره حيث يقول في شعره:

و مبرّأ عن كلّ غبّر حيضة* * * و فساد مرضعة و داء معضل‌

و إذا نظرت إلى أسرّة وجهه‌* * * برقت بروق العارض المتهلّل‌

[2]

تنبيهات‌

الأول: قال إسحاق بن راهويه (رحمه اللّه تعالى): إن هذه الرائحة الطيبة كانت رائحة رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من غير طيب.

و قال النووي (رحمه اللّه تعالى): و هذا مما أكرمه اللَّه تعالى به.

قالوا: و كانت الريح الطيبة صفته (صلّى اللّه عليه و سلم) و إن لم يمسّ طيبا، و مع هذا كان يستعمل الطيب في أكثر أوقاته مبالغة في طيب ريحه لملاقاة الملائكة و أخذ الوحي و مجالسة المسلمين.

الثاني: مبدأ هذه الرائحة الطيبة بجسده (صلّى اللّه عليه و سلم) من ليلة الإسراء. روى ابن مردويه عن أنس رضي اللَّه تعالى عنه قال: كأن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) منذ أسري به ريحه ريح عروس و أطيب من ريح عروس.

الثالث: ما اشتهر على ألسنة بعض العوام أن الورد خلق من عرق رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر و أبو زكريا يحيى النووي و الحافظ و الشيخ و غيرهم: إنه باطل لا أصل له. و الحديث رواه الدّيلمي في مسند الفردوس من طريق مكي بن بندار و قد اتهمه الدارقطني بوضع الحديث. و له طرق بيّنت بطلانها في كتابي «إتحاف اللبيب في بيان ما وضع في معراج الحبيب».


[1] أخرجه مسلم 4/ 1815 حديث (82- 2330).

[2] الأبيات من قصيدة مطلعها:

و لقد سريت على الظلام بمغشم‌* * * جلد من الفتيان غير مهبّل‌

و رواية البيتين أيضا:

و مبرأ من كل غبر حيضة* * * و رضاع مغبلة و داء معضل‌

فإذا نظرت إلى أسرة وجهه‌* * * برقت كبر من العارض المتهلل‌

انظر الشعر و الشعراء 2/ 670، 671، و الحماسة 1/ 82- 90 و خزانة الأدب 3/ 466- 467.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست