اعلم رحمني اللَّه و إياك أن اللَّه سبحانه و تعالى أنشأ النفوس مختلفة، فمنها الغاية في جودة الجوهر، و منها المتوسط، و منها الكدر. و في كل مرتبة درجات. فالأنبياء صلى اللَّه عليهم و سلم هم الغاية، خلقت أبدانهم سليمة من العيب فصلحت لحلول النفس الكاملة، ثم يتفاوتون. فكان نبينا (صلّى اللّه عليه و سلم) أصلح الأنبياء مزاجا و أكملهم بدنا و أصفاهم روحا، و بمعرفة ما نذكره من صفاته (صلّى اللّه عليه و سلم) و أخلاقه يتبين ذلك إن شاء اللَّه تعالى.
روى الشيخان عن البراء بن عازب رضي اللَّه تعالى عنهما قال: لم أر شيئا أحسن من رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم). البراء بفتحتين مخفّفا.
و قال رجل من الصحابة رضي اللَّه تعالى عنهم: رأيت رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فإذا هو رجل حسن الجسم.
و قالت أمّ معبد رضي اللَّه تعالى عنها: كان رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أجمل الناس [و أبهاه] من بعيد و أحلاه و أحسنه من قريب.
رواهما البيهقي.
و قال جابر بن سمرة- بسين مهملة مفتوحة فميم مضمومة فراء- رضي اللَّه تعالى عنه:
رأيت رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في ليلة إضحيان و عليه حلّة حمراء فجعلت أنظر إليه و القمر فلهو أحسن في عيني من القمر.
رواه الترمذي و النسائي.
و قال البراء رضي اللَّه تعالى عنه: ما رأيت من ذي لمّة في حلة حمراء أحسن من رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) [1].
رواه مسلم و أبو داود.
و قال أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه: كان رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أحسن الناس صفة و أجملها.
رواه أبو الحسن بن الضحاك.
و قال طارق بن عبيد [2] رضي اللَّه تعالى عنه: أقبلنا و معنا ظعينة حتى نزلنا قريبا من
[2] طارق بن عبيد بن مسعود الأنصاري. روى محمد بن مروان السدي في تفسيره عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قال طارق بن عبيد بن مسعود و أبو اليسر و مالك بن الدخشم يوم بدر: يا رسول اللَّه إنك قلت من قتل