responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 445

عليهم القرآن. فسرنا حتى إذا كنا بأعلى مكة خطّ لي برجله خطّا ثم أمرني أن أجلس فيه و قال لي لا تبرح منه حتى آتيك. ثم انطلق حتى إذا قام فافتتح القرآن فغشيه أسودة كثيرة. و في رواية فذكر هيئة كأنهم الزطّ ليس عليهم ثياب، و لا أرى سوأتهم طوالا قليلا، فجئتهم فرأيت الرجال ينحدرون عليه من الجبال، فازدحموا عليه فقال سيد لهم يقال له وردان: أنا أرحلهم عنك.

فقال: إني لن يجيرني من اللَّه أحد. فحالوا بيني و بينه حتى ما أسمع صوته فانطلقوا فطفقوا يتقطّعوه مثل السحاب ذاهبين حتى بقي رهط، ففرع رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) سمع الفجر، فنزل ثم أتاني فقال: أرسلت إلى الجن. فقلت: فما هذه الأصوات التي سمعتها قال: هذه أصواتهم حين ودّعوني و سلّموا عليّ. ما فعل الرهط؟ فقلت: هم أولئك يا رسول اللَّه. فسألوه الزاد فأخذ عظما و روثا فأعطاهم إياهما. فقال: لكم كلّ عظم عراق و لكم كل روثة خضرة. قالوا: يا رسول اللَّه يقدرهما الناس علينا. قلت: يا رسول اللَّه و ما يغني ذلك عنهم؟ فقال: إنهم لا يجدون عظما إلا وجدوا عليه لحمه يوم أكل، و لا روثة إلا وجدوا فيها حبّها يوم أكلت، فلا يتنقّينّ أحدكم إذا خرج من الخلاء بعظم و لا بعرة و لا روثة. فلما أصبحت رأيت مبرك ستين بعيرا

[1].

قصة أخرى روى ابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال: هم اثنا عشر ألفا جاءوا من جزيرة الموصل.

و ذكر أبو حمزة الثماليّ [2] قال: إن هذا الحيّ من الجن كان يقال لهم بنو الشّيصبان، و كانوا أكثر الجن عددا و أشرفهم و كانوا عامة جند إبليس.

تنبيهات‌

الأول: روى سفيان الثّوري عن عاصم عن زرّ عن ابن مسعود قال: كانوا تسعة أحدهم زوبعة أتوه في أصل نخلة. و تقدم عنه أنهم كانوا خمسة عشر. و في رواية أنهم كانوا على ستين راحلة و تقدم أن اسم سيدهم وردان. و تقدم عن عكرمة أنهم كانوا اثني عشر ألفا. ففي هذا الاختلاف دليل على تكرار وفادتهم على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بمكة و المدينة كما سيأتي بيان ذلك هناك.


[1] أخرجه أبو نعيم في الدلائل (129) و الحاكم في المستدرك 2/ 503.

[2] ثابت بن دينار الثمالي الأزدي بالولاء، أبو حمزة: من رجال الحديث الثقات عند الإمامية. و روى عنه بعض أهل السنّة.

و هو من أهل الكوفة له كتاب في «تفسير القرآن» و كتاب «الزهد» و كتاب «النوادر» توفي 15 ه [الأعلام 2/ 97].

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست