responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 443

الباب الثاني و الثلاثون في إسلام الجن‌

قد تقدم في أبواب البعثة استماعهم لقراءة رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم).

قال الحافظ ابن كثير و ابن حجر: و قول من قال إن وفودهم كان بعد رجوع رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من الطائف ليس صريحا في أولية قدوم بعضهم، و الذي يظهر من سياق الحديث الذي فيه المبالغة في رمي الشهب لحراسة السماء عن استراق السمع دالّ على أن ذلك كان بعد المبعث، و إنزال الوحي إلى الأرض، فكشفوا عن ذلك إلى أن وقفوا على السبب فرجعوا إلى قومهم.

و لما انتشرت الدعوة و أسلم من أسلم قدموا فسمعوا فأسلموا و كان ذلك بين الهجرتين، ثم تعدّد مجيئهم حتى في المدينة انتهى.

و روى محمد بن عمر الأسلمي، و أبو نعيم، عن أبي جعفر رضي اللَّه عنه و عن آبائه قال: قدم على رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) الجنّ في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من النبوة.

قال ابن إسحاق و ابن سعد و غيرهما: إن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لما انصرف من الطائف راجعا إلى مكة حين يئس من خير ثقيف، حتى إذا كان بنخلة قام من جوف الليل يصلّي فمر به النفر من الجن الذين ذكرهم اللَّه تعالى.

قال ابن إسحاق: و هم فيما ذكر لي سبعة نفر من جن أهل نصيبين، فاستمعوا له فلما فرغ من صلاته و لّوا إلى قومهم منذرين قد آمنوا و أجابوا إلى ما سمعوا. فقصّ اللَّه تعالى خبرهم على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال:

وَ اذكر إِذْ صَرَفْنا أملنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ‌ جن نصيبين أو جن نينوى، و كانوا سبعة أو تسعة، و كان (صلّى اللّه عليه و سلم) ببطن نخلة يصلي بأصحابه الفجر.

رواه الشيخان.

يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أي قال بعضهم لبعض: أَنْصِتُوا لاستماعه‌ فَلَمَّا قُضِيَ‌ فرغ من قراءته‌ وَلَّوْا رجعوا إِلى‌ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ‌ مخوّفين قومهم العذاب إن لم يؤمنوا و كانوا يهودا.

قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً هو القرآن‌ أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى‌ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ‌ أي تقدّمه كالتوراة. يَهْدِي إِلَى الْحَقِ‌ الإسلام‌ وَ إِلى‌ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ‌ أي طريقه‌ يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ‌ محمدا (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى الإيمان‌ وَ آمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ اللَّه‌ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ‌ [الأحقاف 29: 31] أي بعضها لأن منها المظالم و لا تغفر إلا برضا أربابها.

الآيات.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست