responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 437

صلاته رفع رأسه فحمد اللَّه تعالى و أثنى عليه ثم دعا عليهم و كان إذا دعا دعا ثلاثا و إذا سأل سأل ثلاثا ثم قال: «اللهم عليك بالملإ من قريش، اللهم عليك بأبي جهل و عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و الوليد بن عقبة و أمية بن خلف و عقبة بن أبي معيط». و ذكر السابع فلم أحفظه. فوالذي بعثه بالحق لقد رأيت الذين سمّى صرعى ببدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر غير أمية بن خلف فإنه كان رجلا بادنا فتقطع قبل أن يبلغ به إليه [1].

زاد البزار و الطبراني في الأوسط: ثم خرج رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من المسجد فلقيه أبو البختري و مع أبي البختري سوط يتخصّر به فلما رأى رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أنكر وجهه فقال:

مالك؟ فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): خلّ عني قال: علم اللَّه لا أخلّي عنك أو تخبرني ما شأنك فلقد أصابك شي‌ء. فلما علم رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أنه غير مخلّ عنه أخبره قال: إن أبا جهل أمر فطرح عليّ فرث. قال أبو البختري: هلم إلى المسجد. فأتى رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و أبو البختري فدخلا المسجد ثم أقبل أبو البختري على أبي جهل فقال يا أبا الحكم أنت الذي أمرت بمحمد فطرح عليه الفرث؟ فقال: نعم. فرفع السّوط. فضرب به رأسه فثار الرجال بعضها إلى بعض و صاح أبو جهل: ويحكم إنما أراد محمد أن يلقي بيننا العداوة و ينجو هو و أصحابه.

و روى ابن مردويه عن أنس رضي اللَّه عنه قال: لقد ضربوا رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حتى غشي عليه، فقام أبو بكر رضي اللَّه عنه فجعل ينادي: ويلكم أ تقتلون رجلا أن يقول ربي اللَّه.

و روى البزار و أبو نعيم في الفضائل عن علي رضي اللَّه عنه أنه قال: أيها الناس أخبروني بأشجع الناس. قالوا: لا نعلم، فمن؟ قال: أبو بكر، لقد رأيت رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و أخذته قريش، هذا يجأه و هذا يتلتله و هم يقولون: أنت الذي جعلت الآلهة إلها واحدا. قال: و اللَّه ما دنا منه منّا أحد إلا أبو بكر يضرب هذا و يجالد هذا و يتلتل هذا و يقول: ويلكم أ تقتلون رجلا أن يقول ربي اللَّه! ثم رفع عليّ بردة كانت عليه فبكى حتى اخضلت لحيته، ثم قال: أنشدكم اللَّه أ مؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر؟ فسكت القوم، فقال: ألا تجيبونني؟ فو اللَّه لساعة من أبي بكر خير من مثلي مؤمن آل فرعون، ذاك رجل يكتم إيمانه و هذا رجل أعلن إيمانه.

و روى الدارقطني في الأفراد عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه قال: أكثر ما نالت قريش من النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بعد وفاة أبي طالب.

تفسير الغريب‌

يجأه: بالمثناة التحتية و الجيم و الهمزة: أي يضربه.

يتلتله: بمثناة تحتية ففوقية فلامين بينهما مثناة فوقية ثم هاء: أي يخيسه و يذلله، و خاسه:

راضه و اللَّه تعالى أعلم.


[1] أخرجه البخاري 4/ 127 و مسلم في كتاب الجهاد (108) و أحمد في المسند 1/ 417.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 437
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست