responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 428

الباب الثامن و العشرون في وفاة أبي طالب و مشي قريش إليه ليكف عنهم رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

قال الحافظ عماد الدين بن كثير المشهور أنه مات قبل موت خديجة و كان موتهما في عام واحد قبل مهاجرة رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى المدينة بثلاث سنين.

و قال صاعد في كتاب «الفصوص»: بعد ثمانية و عشرين يوما من خروجهم من الشّعب.

و قال ابن حزم: توفي أبو طالب في شوال في النصف منه.

و روى ابن أبي شيبة و الإمام أحمد و الترمذي و صححه عن ابن عباس، و ابن جرير و ابن أبي حاتم عن السّدّي، و البخاري و البيهقي عن سعيد بن المسيّب عن أبيه، و مسلم و البيهقي عن أبي هريرة: أن أبا طالب لما اشتكى و بلغ قريش ثقله قال بعضها لبعض: إن حمزة و عمر قد أسلما و قد فشا أمر محمد في قبائل قريش كلها، فانطلقوا بنا إلى أبي طالب فليأخذ لنا على ابن أخيه و ليعطه منا فإنا و اللَّه ما نأمن أن يبتزّونا أمرنا.

فمشوا إلى أبي طالب فكلّموه، و هم أشراف قومه، عتبة و شيبة ابنا ربيعة، و أبو جهل بن هشام، و أمية بن خلف، و أبو سفيان بن حرب، في رجال من أشرافهم فقالوا: يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت و قد حضرك ما ترى و تخوّفنا عليك و قد علمت الذي بيننا و بين ابن أخيك، فادعه و خذله منا و خذ منه ليكفّ عنا و نكفّ عنه، و ليدعنا و ديننا و ندعه و دينه.

فبعث إليه أبو طالب، فجاء النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) فدخل البيت و بينهم و بين أبي طالب قدر مجلس رجل، فخشي أبو جهل إن جلس رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى أبي طالب أن يكون أرقّ عليه، فوثب أبو جهل فجلس في ذلك المجلس، فلم يجد رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) مجلسا قرب عمّه، فجلس عند الباب. فقال: يا بن أخي هؤلاء أشراف قومك قد اجتمعوا إليك ليعطوك و ليأخذوا منك. فقال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): نعم كلمة واحدة يعطونيها يملكون بها العرب و تدين لهم بها العجم. و في رواية: تدين لهم بها العرب و تؤدّي إليهم بها العجم الجزية. ففزعوا لكلمته و لقوله. فقال القوم: كلمة واحدة؟ قال: نعم. فقال أبو جهل: نعم و أبيك عشر كلمات. قال:

تقولون لا إله إلا اللَّه و تخلعون ما تعبدون من دونه. فصفّقوا بأيديهم ثم قالوا: يا محمد تريد أن تجعل الآلهة إلها واحدا؟ إن أمرك لعجب.

ثم قال بعضهم لبعض: ما هذا الرجل بمعطيكم شيئا مما تريدون فانطلقوا و امضوا على دينكم حتى يحكم اللَّه بينكم و بينه. ثم تفرقوا.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 428
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست