responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 426

الباب السابع و العشرون في سبب نزول أول سورة الروم‌

روى الإمام أحمد و الترمذي و حسّنه، و النسائي و البيهقي و الضياء المقدسي عن ابن عباس و ابن جرير و البيهقي من وجه آخر عنه، و ابن جرير عن ابن مسعود و أبو يعلى و ابن أبي حاتم عن البراء بن عازب، و الترمذيّ و صححه و الطبراني عن نيار- بنون مكسورة فمثناة تحتية مخففة- ابن مكرم- بضم الميم و سكون الكاف و فتح الراء- و ابن عبد الحكم في فتوح مصر، و ابن أبي حاتم عن ابن شهاب، و ابن جرير عن عكرمة: أن الروم و فارس اقتتلوا في أدنى الأرض، و أدنى الأرض يومئذ أذرعات بها التقوا، فهزمت الروم، فبلغ ذلك النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و أصحابه و هو بمكة، فشقّ ذلك عليهم، و كان النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) يكره أن يظهر الأميّون من المجوس على أهل الكتاب من الروم، و فرح الكفار بمكة و شمتوا، فلقوا أصحاب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فقالوا: إنكم أهل كتاب و قد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من أهل الكتاب، و إنكم إذا قاتلتمونا لنظهرنّ عليكم.

فأنزل اللَّه تعالى: الم‌ [الروم 1: 6] اللَّه أعلم بمراده به‌ غُلِبَتِ الرُّومُ‌ و هم أهل كتاب غلبتها فارس و ليسوا أهل كتاب بل يعبدون الأوثان‌ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ‌ أي أقرب أرض الروم إلى فارس بالجزيرة، التقى فيها الجيشان و البادئ بالغزو الفرس.

وَ هُمْ‌ أي الروم‌ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ‌ أضيف المصدر إلى المفعول، أي غلبة أهل فارس إياهم‌ سَيَغْلِبُونَ‌ فارس‌ فِي بِضْعِ سِنِينَ‌ هو ما بين الثالث إلى التسع أو العشر، فالتقى الجيشان في السنة السابعة من الالتقاء الأول و غلبت الروم فارس.

لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ من قبل غلب الروم و من بعده. المعنى أن غلبة فارس أولا و غلبة الروم ثانيا بأمر اللَّه أي بإرادته‌ وَ يَوْمَئِذٍ أي يوم يغلب الروم‌ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ‌ إياهم على فارس، و قد فرحوا بذلك و علموا به يوم وقوعه يوم بدر و نزول جبريل بذلك مع فرحهم بنصرهم على المشركين فيه‌ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ نصرته‌ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الغالب‌ الرَّحِيمُ‌ بالمؤمنين‌ وَعْدَ اللَّهِ‌ مصدر بدل من اللفظ بفعله و الأصل وعدهم اللَّه النصر لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ‌ به‌ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ‌ كفار مكة لا يَعْلَمُونَ‌ وعده تعالى بذلك.

فلما نزلت هذه الآيات قال المشركون لأبي بكر: ألا ترى إلى ما يقول صاحبك؟ يزعم أن الروم تغلب فارس. قال: صدق صاحبي. و في رواية: فخرج أبو بكر الصديق إلى الكفار فقال: أ فرحتم بظهور إخوانكم على إخواننا؟ فلا تفرحوا و لا يقرّ اللَّه عينكم فو اللَّه ليظهرنّ الروم‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست