يلوذ به الهلّاك من آل هاشم* * * فهم عنده في نعمة و فواضل
جزى اللَّه عنّا عبد شمس و نوفلا* * * عقوبة شرّ عاجلا غير آجل
بميزان قطّ لا يخيس شعيرة* * * له شاهد من نفسه غير عائل
و نحن صميم من ذؤابة هاشم* * * و آل قصيّ في الخطوب الأوائل
فكلّ صديق و ابن أخت نعدّه* * * لعمريّ وجدنا غبّه غير طائل
سوى أنّ رهطا من كلاب بن مرّة* * * براء إلينا من معقّة خاذل
و نعم ابن أخت القوم غير مكذّب* * * زهير حساما مفردا من حمائل
أشمّ من الشّمّ البهاليل ينتمي* * * إلى حسب في حومة المجد فاضل
لعمري لقد كلّفت وجدا بأحمد* * * و إخوته دأب المحبّ المواصل
فلا زال في الدّنيا جمالا بأحمد* * * و إخوته دأب المحبّ المواصل
فلا زال في الدّنيا جمالا لأهلها* * * و زينا على رغم العدوّ المخاتل
فمن مثله في النّاس أيّ مؤمّل* * * إذا قاسه الحكّام عند التّفاضل
حليم رشيد عادل غير طائش* * * يوالي إلها ليس عنه بغافل
فأيّده ربّ العباد بنصره* * * و أظهر دينا حقّه غير ناصل
فو اللَّه لولا أن أجيء بسبّة* * * تجرّ على أشياخنا في القبائل
لكنّا اتّبعناه على كلّ حالة* * * من الدّهر جدّا غير قول التّهازل
لقد علموا أنّ ابننا لا مكذّب* * * لدينا و لا يعنى بقول الأباطل
فأصبح فينا أحمد في أرومة* * * يقصّر عنها سورة المتطاول
حدبت بنفسي دونه و حميته* * * و دافعت عنه بالذّرى و الكلاكل
[1] و القصيدة طويلة جدا و هذا الذي ذكرته منها عينها. قال الحافظ عماد الدين ابن كثير:
و هي قصيدة عظيمة بليغة جدا لا يستطيع أن يقولها إلا من نسبت إليه و هي أفحل من المعلّقات السّبع و أبلغ في تأدية المعنى، ذكر فيها ما يتعلق بالصحيفة الظالمة التي كتبتها قريش، و الأشبه أن أبا طالب إنما قالها بعد دخولها الشعب فذكرها هنا أنسب. انتهى.
تنبيهات
الأول: تقدم الخلاف في كتابة الصحيفة، و جمع بين الأقوال باحتمال أن يكون كل ممن ذكر كتب بها نسخة.
الثاني: في رواية: أن الأرضة لحست اسم اللَّه تعالى و أبقت ما عداه. و في رواية:
لحست ما فيها من ظلم و جور و أبقت اسم اللَّه تعالى. و جمع بين الروايتين: بأنهم كتبوا نسخا
[1] انظر الروض الأنف 2/ 13، 14، 15، 16، و البداية و النهاية 3/ 54، 55، 56، 57.