responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 357

الباب الخامس عشر في عدوان المشركين على المستضعفين ممن أسلم بالأذى و الفتنة

قال ابن إسحاق: ثم إن قريشا تذامروا بينهم على من في القبائل من أصحاب رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) الذين أسلموا، فوثبت كلّ قبيلة على من فيها من المسلمين يعذّبونهم و يفتنونهم عن دينهم فجعلوا يحبسونهم و يعذبونهم بالضرب و الجوع و العطش و برمضاء مكة إذا اشتد الحر ممن استضعفوه منهم، فمنهم من يفتتن من شدة البلاء الذي يصيبهم و منهم من تصلّب لهم و يعصمه اللَّه تعالى.

روى ابن إسحاق عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: أ كان المشركون يبلغون من أصحاب رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ما يعذرون به في ترك دينهم؟ قال: نعم، و اللَّه إن كانوا ليضربون أحدهم و يجيعونه [1] و يعطشونه حتى ما يقدر يستوي جالسا من شدة الضّرّ الذي نزل به حتى يقولوا له: اللات و العزّى إلهك من دون اللَّه؟ فيقول: نعم حتى إن الجعل ليمرّ بهم فيقولون له:

هذا الجعل إلهك من دون اللَّه فيقول نعم. افتداء منهم مما يبلغون من جهدهم.

و كان أبو جهل الخبيث هو الذي يغري بهم رجال قريش، إذا سمع بالرجل أسلم له شرف و منعة أنَّبه [و أخزاه‌] فقال: تركت دين أبيك و هو خير منك، لنسفهن حلمك و لنفيِّلنَّ رأيك و لنضعن شرفك. و إن كان تاجرا قال: و الله لنكسدن تجارتك و لنهلكن مالك. و إن كان ضعيفا ضربه و أغرى به.

فمن المستضعفين بلال رضي اللَّه عنه، و كان صادق الإسلام طاهر القلب.

قال ابن إسحاق و غيره: فكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظّهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد و تعبد اللات و العزّى فيقول و هو في ذلك البلاء. أحد أحد أنا كافر باللات و العزّى.

و روى البلاذريّ عن عمرو بن العاص قال: مررت ببلال و هو يعذّب في الرمضاء و لو أن بضعة لحم وضعت عليه لنضجت و هو يقول: أنا كافر باللات و العزى. و أمية مغتاظ عليه فيزيده عذابا فيقبل عليه فيدغت في حلقه فيغشى عليه ثم يفيق.

و روى ابن سعد عن حسان بن ثابت رضي اللَّه تعالى عنه قال: حججت- أو قال اعتمرت- فرأيت بلالا في حبل طويل يمده الصبيان و هو يقول: أحد أحد أنا أكفر باللات و العزى و هبل و نائلة و بوانة فأضجعه أمية في الرمضاء.


[1] في أو يجوعونه.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست