responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 335

الباب التاسع في إرسال قريش عتبة بن أبي ربيعة لرسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يعرض عليه أشياء ليكف عنهم‌

روى ابن أبي شيبة و عبد بن حميد و أبو يعلى و الحاكم و صححه عن جابر بن عبد الله و البيهقي و ابن عساكر عن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهم قالا: اجتمع نفر من قريش يوما فقالوا: انظروا أعلمكم بالسّحر و الكهانة و الشّعر فليأت هذا الرجل الذي فرّق جماعتنا و شتّت أمرنا و عاب ديننا، فليكلّمه و لينظر ما ذا يردّ عليه.

فقالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة.

و عند ابن إسحاق و ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي: أن عتبة بن ربيعة قال يوما، و كان جالسا في نادي قريش، و النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلّمه و أعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيّها شاء و يكفّ عنا. و ذلك حين أسلم حمزة و رأوا أصحاب رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يزيدون و يكثرون. فقالوا: بلى يا أبا الوليد فقم إليه فكلّمه.

و روى أبو يعلى [1] بسند جيد عن جابر بن عبد الله رضي اللَّه تعالى عنهما قال: اجتمعت قريش للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) يوما فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر و الكهانة و الشّعر فليأت هذا الرجل الذي فرّق جماعتنا و شتّت أمرنا و عاب ديننا فيكلّمه و لينظر ما يردّ عليه فقالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة فقالوا: أنت أبا الوليد. انتهى.

فقام عتبة حتى جلس إلى رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السّطة في العشيرة و المكان في النّسب و إنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرّقت به جماعتهم و سفّهت أحلامهم و عبت آلهتهم و دينهم و كفّرت من مضى من آبائهم، يا محمد أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم).

قال: فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة، و إن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلّم نسمع قولك، إنا و اللَّه ما رأينا سخلة قط أشأم على قومك منك، فرّقت جماعتنا و أشتّت أمرنا و عبت ديننا و فضحتنا في العرب، حتى طار فيهم أن في قريش ساحرا و أن في قريش كاهنا و اللَّه ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا بعضا إليك بالسيوف حتى نتفانى، أيها الرجل فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منا بعضها.


[1] أخرجه أبو يعلى في المسند 3/ 349 (1818) و أبو نعيم في الدلائل (182) و ذكره الهيثمي في المجمع 6/ 20 و عزاه لأبي يعلى و قال: فيه الأجلح الكندي وثقه ابن معين و غيره، و ضعفه النسائي و غيره، و باقي رجاله ثقات.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست