responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 332

الباب الثامن في إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه‌

روى ابن أبي حاتم عن الأجلح [1] قال: كان حمزة بن عبد المطلب رجلا حسن الشّعر حسن الهيئة صاحب صيد، و إن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) مرّ على أبي جهل فولع به أبو جهل و آذاه، فرجع حمزة من الصيد و امرأتان تمشيان خلفه فقالت إحداهما: لو علم ذا ما صنع أبو جهل بابن أخيه أقصر عن مشيته. فالتفت إليهما فقال: و ما ذاك؟ قالت: أبو جهل فعل بمحمد كذا و كذا.

فدخلته الحميّة فجاء حتى دخل المسجد و فيه أبو جهل فعلا رأسه بقوسه ثم قال: ديني دين محمد، إن كنتم صادقين فامنعوني. و وثبت إليه قريش فقالوا: يا أبا يعلى. يا أبا يعلى فأنزل اللَّه تعالى: إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ إلى قوله: وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى‌ [الفتح 26.]

قال الأجلح: أراد حمزة بن عبد المطلب.

و روى ابن إسحاق قال: حدثني رجل من أسلم و كان واعية، و الطبراني برجال ثقات، عن يعقوب عن عتبة بن المغيرة و الطبراني برجال ثقات عن محمد بن كعب القرظي (رحمهم اللّه)، أن أبا جهل مرّ برسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عند الصّفا فآذاه و شتمه و نال منه بعض ما يكره من العيب لدينه و التضعيف لأمره فلم يكلّمه رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و مولاة لعبد اللَّه بن جدعان في مسكن لها تسمع ذلك، ثم انصرف عنه فعمد إلى نادي قريش عند الكعبة فجلس معهم، فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشّحا قوسه راجعا من قنص له، و كان صاحب قنص يرميه و يخرج له، فكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة، و كان إذا فعل ذلك لم يمرّ على نادي قريش إلا وقف و سلّم و تحدث معهم، و كان أعزّ فتى في قريش و أشدّه شكيمة فلمّا مرّ بالمولاة و قد رجع رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى بيته قالت له: يا أبا عمارة: لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم ابن هشام، وجده هنا جالسا فآذاه و سبّه و بلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه و لم يكلّمه محمد.

فاحتمل حمزة الغضب لما أراد اللَّه تعالى به من كرامته، فخرج يسعى لم يقف على أحد معدّا لأبي جهل إذا لقيه أن يقع به، فلما دخل المسجد نظر إليه جالسا في القوم فأقبل‌


[1] يحيى بن عبد الله [هو] أبو حجيّة الكندي الأجلح الكوفي الشيعي. عن الشعبي، و جماعة. و عنه شعبة، و عليّ بن مسهر، و طائفة. و قد مرّ بلقبه. قال ابن عدي: هو عندي صدوق إلّا أنه يعدّ في الشيعة. و هو مستقيم الحديث. و قال ابن معين: لا بأس به. و قال الجوزجاني: الأجلح مفتر. و قال أبو حاتم: لا يحتجّ به، ليس بقوي. [ميزان الاعتدال 4/ 388، 389.]

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست