responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 314

الباب الرابع في قصة إسلام أبي ذر و أخيه أنيس- رضي اللَّه تعالى عنهما-

روى أبو داود الطيالسي و الإمام أحمد و مسلم عن عبد الله بن الصامت، و البخاري عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما، كلاهما عن أبي ذر، قال ابن الصامت عنه: قد صلّيت يا ابن أخي قبل أن ألقى النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) ثلاث سنين. قلت: لمن؟ قال للَّه. قلت فأين توجّه؟ قال: حيث يوجّهني ربي عز و جل أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت نفسي كأني خفاء حتى تعلوني الشمس. قال فقال لي أنيس أخي: إن لي حاجة بمكة فاكفني، فانطلق. ثم جاء.

و قال ابن عباس عنه: كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي فقلت لأخي: انطلق إلى هذا الرجل فكلّمه و ائتني بخبره فانطلق أنيس حتى أتى مكة فراث عليّ ثم جاء فقلت: ما عندك؟ فقال: و اللَّه لقد رأيت رجلا يأمر بخير و ينهى عن الشر. و في رواية لقد رأيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن اللَّه أرسله و رأيته يأمر بمكارم الأخلاق. قلت: فما يقول الناس؟ قال: يقولون: شاعر كاهن ساحر. و كان أنيس أحد الشعراء. قال أنيس: لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، و لقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلم يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر، و اللَّه إنه لصادق و إنهم لكاذبون، قال: فقلت: لم تشفني من الخبر فاكفني حتى أذهب فأنظر. قال: نعم و كن على حذر من أهل مكة فإنهم قد شنفوا له و تجهّموه. قال: فحملت شنّة لي فيها ماء. و في رواية: فأخذت جرابا و عصا ثم أقبلت إلى مكة فأتيت المسجد ألتمس رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و لا أعرفه و أكره أن أسأل عنه. و في رواية ابن الصامت: فتضعّفت رجلا منهم فقلت: أين هذا الرجال الذي تدعونه الصابئي؟ فأشار إلى: فقال: الصابئي الصابئي فمال عليّ أهل الوادي بكل مدرة و عظم حتى خررت مغشيا عليّ. قال: فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر، فأتيت زمزم فغسلت عن الدماء و شربت من مائها، و لقد لبثت ثلاثين بين ليلة و يوم و ما كان لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسّرت عكن بطني و ما وجدت على كبدي سخفة جوع. فدخلت بين الكعبة و أستارها فبينا أهل مكة في ليلة قمراء إضحيان إذ ضرب على أصمختهم فما يطوف بالبيت أحد و امرأتان منهم تدعوان إحافا و نائلة فأتتا عليّ في طوافهما فقلت: أنكحوا إحداهما الأخرى. فما تناهتا عن قولهما، فأتتا عليّ فقلت: هنّ مثل الخشبة. غير أنى لا أكنّي. فانطلقتا تولولان و تقولان: لو كان هاهنا أحد من أنفارنا.

فاستقبلهما رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و أبو بكر و هما هابطتان قالا: ما لكما؟ قالتا: الصابئ بين الكعبة و أستارها. قالا: ما قال؟ قالتا: إنه قال لنا كلمة تملأ الفم.

و جاء رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حتى استلم الحجر و طاف بالبيت و هو و صاحبه، ثم صلّى، فلما

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست