responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 280

الباب الرابع عشر في مثله و مثل ما بعثه الله تعالى به من الهدي‌

قال أبو موسى الأشعري رضي اللَّه تعالى عنه: قال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): إن مثلي و مثل ما بعثني اللَّه تعالى به من الهدي و العلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيّبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ و العشب الكثير، و كانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع اللَّه بها الناس فشربوا منها و سقوا و رعوا- و في لفظ و زرعوا- و أصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء و لا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين اللَّه و نفعه اللَّه بما بعثني به فعلم و علّم و مثل من لم يرفع بذلك رأسا و لم يقبل هدى اللَّه الذي أرسلت به.

رواه الشيخان‌

[1].

و رويا أيضا و البيهقيّ عنه و الإمام أحمد و الرامهرمزي [2] في الأمثال عن عبد الله بن بريدة عن أبيه‌ أن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) خرج ذات يوم فنادى ثلاث مرات: أيها الناس إن مثلي و مثل ما بعثني اللَّه به كمثل قوم خافوا عدوّا أن يأتيهم فبعثوا رجلا يتراءى لهم، فبينما هو كذلك إذ أبصر العدوّ فأقبل لينذر قومه فخشي أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه فأهوى بثوبه: أيها الناس أتيتم- ثلاث مرات- يا قوم إني رأيت الجيش بعيني و أنا النذير العريان فالنّجاء النجاء، فأطاعه، طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا و كذّب طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبّحهم الجيش فأهلكهم و اجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني و اتبع ما جئت به من الحق، و مثل من عصاني و كذّب ما جئت به من الحق‌

[3].

و روى الإمام أحمد و الترمذي عن ابن مسعود و البخاري و الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي اللَّه تعالى عنهما قال ابن مسعود: إن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) وضع رأسه في حجري فنام و كان إذا رقد نفخ، فبينا أنا قاعد و رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) متوسّد فخذي إذ أتى رجال- و في لفظ إنَّ هنينا أتوا عليهم ثياب بيض اللَّه أعلم بما بهم من الجمال، فانتهوا إليه فجلس بعض منهم عند رأس النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و طائفة منهم عند رجليه.

و في رواية أخرى عن جابر: خرج علينا رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي و ميكائيل عند رجلي يقول أحدهما لصاحبه: اضرب له مثلا.


[1] أخرجه البخاري 1/ 211 (79) و مسلم 4/ 1787 (15- 2282).

[2] الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي الفارسي، أبو محمد: محدث العجم في زمانه. من أدباء القضاة. أول سماعه بفارس سنة 290 له «المحدث الفاصل بين الراوي و الواعي» في علوم الحديث، قال الذهبي: ما أحسنه من كتاب! و له غير ذلك توفى نحو 360 ه [الأعلام 2/ 194].

[3] أخرجه البخاري 11/ 322 (6482) و مسلم 4/ 1788 (16- 2283).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست