responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 278

الباب الثالث عشر في معنى الوحي و النبي و الرسول و النبوة و الرسالة

الوحي: مصدر وحى إليه يحي من باب وعد، و أوحى إليه بالألف مثله، و جمعه وحيّ.

و الأصل فعول مثل فلوس.

و بعض العرب يقول وحيت إليه و وحيت له و أوحيت إليه و له.

و هو هنا لغة: الإعلام في خفاء، و قيل الإعلام بسرعة.

و شرعا: الإعلام بالشرع. و قد يطلق الوحي و يراد به اسم المفعول منه أي الموحى، من إطلاق المصدر على المفعول. قال تعالى: إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‌ [النجم 4].

و هو كلام اللَّه المنزل على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم). و بسطت الكلام على الوحي و معانيه في القول الجامع الوجيز فراجعه.

و الرسول: إنسان ذكر أوحي إليه بالعمل و التبليغ، فعول من الرسالة، و هي قول اللَّه تعالى لمن اصطفاه: أرسلتك أو بعثتك فبلّغ عني. و قيل هي سفارة بين اللَّه و بين ذوي الألباب من خليقته.

و هي أفضل من النبوة، لأنها تثمر هداية الأمة، و النبوة قاصرة على النبي كالعلم و العبادة.

و قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: النبوة أفضل لأنها الوحي بمعرفته تعالى و صفاته فهي متعلقة باللَّه من طرفيها، و الرسالة الأمر بالتبليغ فهي متعلقة باللَّه من أحد الطرفين. و أجيب بأنها تستلزم النبوة فهي مشتملة عليها، لأنها كالرسول أخصّ من النبوة التي هي أعمّ كالنبي، و هو بمعنى المرسل فعول بمعنى مفعل، و ذلك نادر.

و إرساله: أمر اللَّه تعالى له بالبلاغ إلى من أرسل إليهم، و اشتقاقه من التتابع و منه: جاء الناس أرسالا، إذا تبع بعضهم بعضا، فكأنه ألزم بتكرير التبليغ أو ألزمت الأمة اتباعه.

و النبي: إما أن يكون بمعنى منبّأ- بفتح الباء- لأن اللَّه تعالى أطلعه على غيبه و أعلمه أنه نبيّه، فهو فعيل بمعنى مفعول، أو بمعنى منبي أي مخبر للناس ما أوحي إليه فهو فعيل بمعنى فاعل، و هو بلا همز على الأكثر، قيل مخفف المهموز بقلب همزته ياء، و قيل إنه في الأصل من النّبوة- بفتح النون و سكون الباء- و هي الرّفعة لأن رتبته مرفوعة على سائر الخلق، و بالهمز من النبأ و هو الخبر لأنه مخبر عن اللَّه تعالى و قد لا يهمز على هذا أيضا للتسهيل.

و هو: إنسان ذكر أوحي إليه بشرع و لم يؤمر بتبليغه، فإن أمر بذلك فهو رسول أيضا.

و قيل: و إن أمر بتبليغه و لم يكن له كتاب أو نسخ لبعض شرع من قبله فهو نبي، و إن كان له ذلك فهو رسول. فالرسول أخصّ من النبي على القولين. و قيل هما مترادفان لقوله تعالى: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍ‌ [الحج 52] فأثبت لهما الإرسال معا.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست