responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 271

الباب الثاني عشر في فترة الوحي و تشريف الله تعالى نبيه (صلّى اللّه عليه و سلم) بالرسالة بعد النبوة

روى ابن سعد عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما، و الإمام أحمد و البخاري و البيهقي عن الزّهري (رحمه اللّه تعالى)، و الشيخان عن جابر بن عبد الله رضي اللَّه تعالى عنهما، قال الأوّلان: إن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لما نزل عليه الوحي بحراء مكث أياما لا يرى جبريل، فحزن لذلك حزنا شديدا- و لفظ الزهري: فتر الوحي فترة فيما بلغنا- غدا منه مرارا حتى يتردّى من رؤوس شواهق الجبال.

و لفظ ابن عباس: حتى كاد يغدو إلى ثبير مرة و إلى حراء مرة أخرى، يريد أن يلقي نفسه منه.

فبينا رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كذلك عامدا لبعض تلك الجبال. قال الزهري: فكلما وافى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدّى له جبريل فقال له: يا محمد أنت رسول اللَّه حقّا فيسكن لذلك جأشه و تقرّ عينه فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدّى له جبريل. فقال له مثل ذلك.

قال جابر: قال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري هبطت فاستبطنت الوادي، فبينا أنا أمشي إذا سمعت صوتا فنظرت عن يميني فلم أر شيئا، و نظرت عن شمالي فلم أر شيئا، و نظرت أمامي فلم أر شيئا و نظرت خلفي فلم أر شيئا، ثم نوديت فرفعت بصري إلى السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي- و في لفظ: على عريش بين السماء و الأرض فرعبت منه.- و في لفظ فجثثت. و في لفظ فجثثت- فرقا حتى هويت إلى الأرض. فرجعت حتى أتيت خديجة فقلت: زمّلوني زملوني، و في لفظ دثّروني دثروني صبّوا علي ماء باردا، فأنزل اللَّه تعالى‌ يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ أي المتلفّف بثيابه عند نزول الوحي عليه‌ قُمْ فَأَنْذِرْ خوّف الناس بالنار إن لم يؤمنوا وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ عظّم عن إشراك المشركين‌ وَ ثِيابَكَ فَطَهِّرْ عن النجاسة، أو قصّر خلاف جرّ العرب ثيابهم للخيلاء فربما أصابتها النجاسة. وَ الرُّجْزَ فسره رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بالأوثان. فَاهْجُرْ أي دم على هجره‌

[1].

قال ابن عباس و الزّهريّ: فتتابع الوحي و حمي.

قال ابن إسحاق و متابعوه: و جاءه جبريل بسورة الضحى يقسم له ربه، و هو الذي أكرمه بما أكرمه ما ودّعه و ما قاله فقال تعالى: وَ الضُّحى‌ أول النهار أو كله‌ وَ اللَّيْلِ إِذا سَجى‌




[1] أخرجه البخاري 8/ 545 (4924).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست