responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 175

جماع أبواب مبعثه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

الباب الأول في بدء عبادة الأصنام و الإشراك بالله تعالى‌

كان الناس قبل المبعث من زمن نوح (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى زمن المبعث عبّاد أصنام إلا من استجاب للرسل منهم و هذه الضلالة اشترك فيها العرب و العجم، و عبد كثير من العجم النار و هم المجوس فاتخذوا بيوت نيران لا تزال تقد أبدا، و كانت إلى هذه النيران صلاتهم و قرا بينهم و يعتقدون فيها النفع و الضر. و على هذه الضلالة كانت ملوك الأكاسرة.

و عبدت طائفة منهم كواكب معلومة، و ترى هذه الطوائف أن سائر ما في العالم السفلي المعبّر عنه بالحياة الدنيا ناشئ و صادر عن الكواكب و أن الشمس هي المفيضة على الكل، و اتخذت هذه الطائفة التماثيل من الجواهر و المعادن على أسماء الكواكب و عبدتها و صلّت إليها و قرّبت لها القرابين و اعتقدت أنها تجلب النفع و تدفع الضرر و يقال لهذه الطائفة الصابئة.

و قد بسط أبو جعفر ابن جرير و المسعودي و غيرهما الكلام على ذلك و مبدئه و لا حاجة بنا إلى ذكره.

و أما العرب، إلا القليل منهم، فإنهم اتخذوا الأصنام و عبدوها من دون اللَّه تعالى و يقال.

لهم: «الذين أشركوا» سمة لهم و اسما لزمهم و إن كان غيرهم ممن تقدم شاركهم في عبادة غير اللَّه تعالى فإن هذا الاسم لا يطلق إلا على العرب.

و أول ما حدثت عبادة الأصنام في قوم نوح (صلّى اللّه عليه و سلم)، فأرسله اللَّه تعالى إليهم ينهاهم عن ذلك فمكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما كما قص اللَّه خبره في عدة آيات و استمرت هذه الضلالة في زمن إبراهيم (صلّى اللّه عليه و سلم) و قد قصّ اللَّه تعالى نبأه مع قومه في عدة آيات. و استمر هذا الأمر الشنيع إلى أن بعث اللَّه سبحانه و تعالى فضلا منه و رحمة، عبده و رسوله محمدا (صلّى اللّه عليه و سلم) فدعا إلى عبادة اللَّه تعالى وحده فأنكر المشركون ذلك كما حكاه اللَّه تعالى عنهم في غير ما آية.

و السبب في عبادة الناس الأصنام ما رواه الفاكهي عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال:

أول ما حدثت الأصنام على عهد نوح، و كانت الأبناء تبرّ الآباء، فمات رجل منهم فجزع عليه ابنه فجعل لا يصبر عنه فاتخذ مثالا على صورته فكلما اشتاق إليه نظره، فمات ففعل به كما

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست