responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 169

الباب الخامس عشر في بنيان قريش الكعبة

و كان بناؤهم لها لأمور:

الأول: توهينها من الحريق الذي أصابها، و ذلك أن امرأة جمّرت الكعبة فطارت شرارة من مجمرها في ثياب الكعبة فاحترقت.

الثاني: أن السيل دخلها و صدّع جدرانها بعد توهينها.

الثالث: أن نفرا سرقوا حليّ الكعبة و غزالين من ذهب. و قيل غزال واحد مرصّع بدرّ و جوهر و كان في بئر في جوف الكعبة، و كان الذي وجد عنده دويك مولى لبني مليح بن عمرو من خزاعة فقطعت قريش يده. و تزعم قريش أن الذين سرقوه وضعوه عند دويك.

فأرادوا أن يشدّوا بنيانها و أن يرفعوا بابها حتى لا يدخلها إلا من شاءوا، و كان البحر قد رمى بسفينة إلى جدّة لرجل من تجار الروم اسمه باقوم- بباء موحدة فقاف مضمومة- و كان بانيا فتحطمت، فخرج الوليد بن المغيرة في نفر من قريش إلى السفينة فابتاعوا خشبها و كلموا الرومي باقوم فقدم معهم فأخذوا خشبها فأعدوه لتسقيف الكعبة.

قال الأموي: كانت هذه السفينة لقيصر ملك الروم تحمل له آلات البناء من الرخام و الخشب و الحديد، سرّحها قيصر مع باقوم إلى الكنيسة التي أحرقها الفرس بالحبشة، فلما بلغت مرساها من جدّة بعث اللَّه تعالى عليها ريحا فحطمتها.

قال ابن إسحاق: و كان بمكة رجل قبطي نجار، فتهيأ لهم في أنفسهم بعض ما يصلحها، و كانت حيّة عظيمة تخرج من بئر الكعبة التي كان يطرح فيها ما يهدى لها فتشرّق على جدار الكعبة، و كانت ممّا يهابون ذلك أنه لا يدنو منها أحد إلا اخزألّت و كشّت و فتحت فاها فكانوا يهابونها.

و حكى السّهيلي عن رزين أن سارقا دخل الكعبة في أيام جرهم ليسرق كنزها فانهار البئر عليه حتى جاءوا فأخرجوه و أخذوا ما كان أخذه. ثم سكنت البئر حيّة كرأس الجدي و بطنها أبيض و ظهرها أسود. فأقامت فيه خمسمائة سنة، و هي التي ذكرها ابن إسحاق.

قال ابن عقبة: و زعموا أنها إذا أحاطت بالبيت كان رأسها عند ذنبها.

فبينا هي ذات يوم تشرّق على جدار الكعبة كما كانت تصنع بعث اللَّه تعالى طائرا فاختطفها فذهب بها فقالت قريش عند ذلك: إنا لنرجو أن يكون اللَّه تعالى قد رضي ما أردنا، عندنا عامل رفيق و عندنا خشب، و قد كفانا اللَّه تعالى الحية.

فلما أجمعوا أمرهم في أمرها و بنيانها قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ. قال ابن إسحاق:

ابن عبد بن عمران. و قال ابن هشام: عائذ بن عمران ثم اتفقا فقالا: ابن مخزوم. و هو خال أبي‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست