responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 141

يسجدان إلا لنبي و إني أعرفه بخاتم النبوة في أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة. ثم رجع و أمر بطعام كثير فصنع ثم أرسل إليهم فقال: إني صنعت لكم طعاما يا معشر قريش و إني أحب أن تحضروا كلكم صغيركم و كبيركم و حرّكم و عبدكم. فقال رجل: يا بحيرا إن لك اليوم لشأنا ما كنت تصنع هذا فيما مضى و قد كنا نمرّ بك كثيرا فيما شأنك؟ فقال بحيرا: صدقت قد كان ما تقول، و لكنكم ضيف و قد أحببت أن أكرمكم و أصنع لكم طعاما تأكلون منه. فاجتمعوا إليه، فلما أتاهم به و كان رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) راح مع من يرعى الإبل. و في رواية: فتخلّف رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من بين القوم لحداثة سنه في رحال القوم، فلما نظر بحيرا لم ير الصفة التي يعرف و يجد عنده، فقال: يا معشر قريش لا يتخلّف أحد منكم عن طعامي هذا قالوا: ما تخلّف عنك أحد يأتيك إلا غلام هو أحدث القوم سنّا تخلّف في رحالنا. فقال: لا تفعلوا ادعوه فليحضر هذا الطعام. فقام الحارث بن عبد المطلب فأتى به، فلما أقبل و عليه غمامة تظله فقالوا: انظروا إليه عليه غمامة تظله. فلما دنا من القوم وجدهم سبقوه إلى في‌ء الشجرة فلما جلس مال في‌ء الشجرة عليه، فقال: انظروا ما في‌ء الشجرة عليه هذا نبي هذه الأمة الذي يرسله اللَّه إلى الناس كافة.

و في «الزّهر» نقلا عن محمد بن عمر الأسلمي‌ أن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لمّا فارق تلك الشجرة التي كان جالسا تحتها و قام انفلقت من أصلها حين فارقها و جعل يلحظه لحظا شديدا ينظر إلى أشياء من بدنه قد كان يجدها عنده في صفته و قال لقومه: هذه الحمرة التي في عينيه تأتي و تذهب أولا تفارقه؟ قالوا: ما رأيناها فارقته قط. فأقبل على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: يا غلام أسألك باللات و العزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه. و إنما قال له بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما فقال له رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): لا تسألني باللات و العزى فواللَّه ما أبغضت بغضهما شيئا. فقال له بحيرا: فباللَّه إلا ما أخبرتني عما أسألك. فقال: سلني عما بدا لك. فجعل يسأله عن أشياء عن حال نومه و يقظته و جعل رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يخبره فوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته، ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته عنده فلما فرغ منه أقبل على عمه أبي طالب فقال: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني. فقال بحيرا: ما هو بابنك و ما ينبغي لهذا الغلام أن يكون له أب حي. قال: فإنه ابن أخي. قال: فما فعل أبوه؟ قال: مات و أمه حامل به. قال: صدقت ارجع بابن أخيك إلى بلدك و احذر عليه اليهود فواللَّه لئن رأوه و عرفوا منه ما عرفت ليبغنّه شرّا فإنه كائن لابن أخيك شأن. فأسرع به إلى بلاده و لا تذهب به إلى الروم فإن الروم إذا رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه‌

[1].


[1] أخرجه ابن سعد 1/ 1/ 100.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست