responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 135

الباب الخامس في وفاة عبد المطلب و وصيته لأبي طالب برسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و ما ظهر في ذلك من الآيات‌

اختلف في سن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حين مات جده فقيل: و له ثمان سنين و قدّمه في الإشارة. و قيل بزيادة شهر و عشرة أيام. و قيل تسع و قيل عشر و قيل ست.

و لعبد المطلب عشر و مائة سنة. و قدّمه في الإشارة. و قيل اثنتان و ثمانون سنة و يقال بلغ مائة و أربعة و أربعين سنة. و يقال خمسا و تسعين سنة. و يقال مائة و عشرين.

قال الواقديّ: و ليس ذلك بثبت.

و روى محمد بن عمر الأسلميّ عن أم أيمن أنها حدّثت أن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كان يبكي خلف سرير عبد المطلب و هو ابن ثمان سنين و دفن بالحجون.

و روى ابن سعد عن الواقدي عن شيوخه‌ أنه قيل لرسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): أتذكر موت عبد المطلب؟ قال: نعم أنا يومئذ ابن ثمان سنين.

قال ابن إسحاق و غيره: و لما حضرت عبد المطلب الوفاة أوصى أبا طالب بحفظ رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و حياطته و القيام عليه، و أوصى به إلى أبي طالب، لأن عبد الله و أبا طالب كانا لأم واحدة، فلما مات عبد المطلب كان أبو طالب هو الذي يلي أمر رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بعد جده.

و روى ابن سعد و الحسن بن عرفة و ابن عساكر عن ابن عباس و غيره قالوا: لما توفي عبد المطلب قبض أبو طالب رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فكان يكون معه، و كان يحبه حبا شديدا لا يحبّه ولده و كان لا ينام إلا إلى جنبه و صبّ به صبابة لم يصبّ مثلها قط، و كان يخصه بالطعام و كان عيال أبي طالب إذا أكلوا جميعا أو فرادى لم يشبعوا و إذا أكل معهم رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) شبعوا. و كان أبو طالب إذا أراد أن يغدّيهم أو يعشيهم يقول: كما أنتم حتى يحضر ابني. فيأتي رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فيأكل معهم فيفضلون من طعامهم، و إن لم يكن معهم لم يشبعهم، و إن كان لبنا شرب أولهم ثم يتناول العيال القعب فيشربون منه فيروون عن آخرهم من القعب الواحد، و إن كان أحدهم ليشرب قعبا وحده فيقول أبو طالب: إنك لمبارك. و كان الصبيان يصيحون رمصا شعثا و يصبح رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) دهينا كحيلا.

و روى أبو نعيم عن أم أيمن قالت: ما رأيت رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) شكا جوعا و لا عطشا لا في كبره و لا في صغره، و كان يغدو إذا أصبح فيشرب من ماء زمزم شربة فربما عرضنا عليه الغداء فيقول: أنا شبعان.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست